علي أبو الريش
اليمن بعد الحزم، وبعد الجزم، وبعد أن جزَّ عنق الإرهاب وحزَّ رئة العدوان، اليمن بعد النصر على أعداء الحياة يستطيع الآن وبمعاضدة الأشقاء والأحباء أن يخطو نحو الأمل، وأن يثب باتجاه السعادة، محققاً إنجازه الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بإرادة المؤمنين وعزيمة الصابرين، وصلابة العاشقين لتراب الوطن، الكارهين للحزبية والطائفية، والتبعية..
اليمن اليوم غير الأمس، فقد استطاعت دول التحالف العربي، أن تضرب مثالاً تاريخياً للعالم أجمع، أن العرب إذا اجتمعوا على كلمة سواء يستطيعون أن يهزموا أطماع الآخرين، ويستطيعون أن يعيدوا المعادلات السياسية إلى نصابها، ويستطيعون أن يضيئوا شمعة في طريق المواطن العربي، ويعيدوا له شعلة الأمل التي أطفأتها عواصف الانشقاق والتخاذل..
اليوم، عاصفة الحزم، هي المثال على قوّة العرب، وحبهم للحق، وعشقهم للحقيقة، اليوم عاصفة الحزم ضربت نموذجاً يحتذى به بأن العرب، إذا تكاتفوا كتفوا الباطل وأحيوا الحق، وإذا تعاونوا أرهبوا أعداء الله وأعداءهم، وإذا تناسوا جراح الماضي وأحزانه وآلامه، تراجعت أطماع من زرعوا الأوهام وصدقوها..
اليمن اليوم بعد الحزم سيطرق أبواب العزة والشرف وينفض ثوبه من غبار معارك الأهداف الضيقة، ويبرئ نفسه من دماء أراقها قوم اتبعوا الأهواء فضلوا الطريق إلى اليقين، اليمن اليوم، سيبدأ بتعاون مع الأشقاء، في شق قنوات الخير وزراعة الأرض بالفرح، وإعادة كرامة الإنسان بعد شقاء وعداوات، وبغضاء وضغائن أنهكت عرش بلقيس، وشوهت مكانة حمْيَر ومعين وسبأ.
اليمن وبعد أن قال بلسان عربي فصيح «لا بد من صنعاء وإن طال الزمن» يستعيد اليوم ضالته، ويقف على أعتاب مستقبل مشرق إن شاء الله، بفضل الأوفياء من بني أمته، والقادة الشرفاء الذين أعلنوا بصراحة وإيمان، أن اليمن لليمنيين وليس غير ذلك، ولا بد للمدعين والمتسللين والمتسولين والمتوسلين أن يرحلوا بعيداً عن اليمن - والشعب اليمني، يحقق وجوده، ويبني ذاته، على أرضه مستعيناً بالأحبة، وعشاق الحرية وكارهي الحقد والعدوان والضلالة والبغي - الشعب اليمني سينجز مشروعه الوطني ولن يكفي الأشقاء عن الوقوف معه، كتفاً بكتف من أجل يمن حر مستقل مشرق الوجه، فصيح اللسان.