حتى المقابر لم تسلم من عدوانهم

حتى المقابر لم تسلم من عدوانهم

حتى المقابر لم تسلم من عدوانهم

 صوت الإمارات -

حتى المقابر لم تسلم من عدوانهم

علي ابو الريش

في القدس، بالقرب من المسجد الأقصى، يرقد الموتى في سكينة وهدوء منذ مئات السنين، ولكن اليد الطولى لإسرائيل لم تكف يوماً عن التنكيل بالأحياء والموتى، على حد سواء، فما انفكت إسرائيل ومعها المستوطنون، عن تسييج المقابر ومصادرتها على اعتبار أنها أراضي إسرائيل كالحال في بقية الأرض الفلسطينية التي احتلت ظلماً وعدواناً، وأمام أعين العالم، من قوى كبيرة وصغيرة، وضاربة بعرض الحائط القوانين والأعراف، وحرمة الموتى وقدسية الأحياء، هذه هي إسرائيل التي ادعى رئيس وزرائها نتنياهو، بأنه مستعد للذهاب إلى رام الله، للقاء الرئيس الفلسطيني ومناقشة الحلول لمعضلة القضية الفلسطينية، بهذه الروح المخاتلة تقدم نتنياهو، ذاراً الرماد والملح في عيون العالم، وليبين مدى إنسانية الحكومة الإسرائيلية كما يريد أن يرمي بكرة النار في يد الفلسطينيين واتهامهم دوماً بالتطرف والعناد والتزمت.

ما تفعله إسرائيل في فلسطين وكل إجراءاتها التعسفية، بدءاً من جرف الأشجار وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، وانتهاء بمصادرة المقابر، كل ذلك لا يدل إلا على أن هذا الكيان بُني على نظرية الاغتصاب، والاستيلاء على حقوق الآخرين، مستعيناً بالقوة في مقابل الضعف الفلسطيني وانشقاقاته المزرية، وكذلك التشرذم العربي وانشغال كل دولة عربية بشؤونها الداخلية التي باتت أشد مضاضة وتعاسة من الوضع الفلسطيني.
وإذا كان المثل يقول «من أمرك قال من نهاك»، فإن الوضع العربي لا يبشر ببذرة تفاؤل لأن إسرائيل التي قال رئيس وزرائها الأسبق مناحيم بيجن، إن «العالم لا يستمع إلا إلى طرقات الأخف الثقيلة»، والعرب الآن ليس لديهم أخف ثقيلة، ولا حتى صوت يسمع، لذلك سوف تستمر إسرائيل في غيها وطغيانها، وسوف تستمر المأساة الفلسطينية تطل علينا في كل صباح، بفاجعة جديدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها أو يستيقظ الضمير العالمي، ويضع حداً لهذا التعسف الذي لا مثيل له في التاريخ.

فالجبابرة في العالم فعلوا كل ما هو قميء وقذر، إلا أنهم لم يتوصلوا إلى حنكة إسرائيل في التنكيل بالمقابر، والاعتداء على حرمة الموتى.

وهذه هي إسرائيل لن تتغير سياستها التعسفية إلا أن يتغير العالم وقبلهم العرب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى المقابر لم تسلم من عدوانهم حتى المقابر لم تسلم من عدوانهم



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates