بعد رمضان والعيد

بعد رمضان والعيد

بعد رمضان والعيد

 صوت الإمارات -

بعد رمضان والعيد

علي أبو الريش

بعد رمضان تحاك القصص والروايات وتعاد الحكاية من أولها في سرد مسهب وطويل وكل له غايته.. في أماكن العمل تغرس العاملات والموظفات سُفر الحلويات والمكسرات، يجلس في حلقات حميمية ويحضر الضحك والابتسامة العريضة ومعها تفوح رائحة الأصباغ والمساحيق وما تبقى من احتفالات العيد والحديث يدور حول أنواع الفساتين والمجوهرات وصالونات التجميل، كما لا يغيب عن بال الجميلات أن يطرقن أطراف الحديث حول ما دار بينهن والصديقات وعن الزيارات الميمونة والتجوال في الفنادق والمتنزهات والحدائق والشواطئ.. بعد رمضان والعيد تبدو الوجوه متعبة على الرغم من السعادة التي تغمر الصدور لأن الليالي الملاح أخذت كثيراً من جهد طاقة الذاهبات في معاني الفرح والعيش الرغيد والعلاقات الإنسانية رفيعة المعنى والشأن، كل يرشف فناجين القهوة أو الكابتشينو ويلعق رضابه بتلذذ، ويحكي قصته بنخوة الجيل الجديد الذي غادر بعيداً عن تقاليد الجدات وحط رحاله عند محطات التحديث والبرستيج والموضة الرائعة.

بعد رمضان والعيد الكل يتذكر هريس الجدات وثريدهن وكذلك كؤوس الفيمتو الباردة عند الإفطار، الكل يدخل معمعة العمل، وفي معطفه صور ووجوه ومنازل سعد بطرق أبوابها، الكل يكوم الأوراق على مكتبه متذمراً قليلاً حيث ينتابه شعور مبيت للضيق من مكان العمل بعد أن فاض وعاؤه براحة العيد وما داخلها من ألوان الفرح ورائحة المأكولات الشهية، الكل في حالة فراغ ذهني تسطو عليها حزمة من الأفكار لأن في رمضان وكذلك في العيد يبدو الزمن مثل حلقة دائرية تدور في جوفها المشاعر مجددة العهد مع الأيام الثلاثين وبعدها أيام العيد حتى يتم الانتقال من مرحلة الفراغ إلى مرحلة الزحام الوظيفي يحتاج البعض إلى إجازة إضافية كي يهيئ النفس على التأقلم مع الوضع الجديد.. وضع العمل الوظيفي.. فقط المدرسات والمدرسون وحدهم الذين سيمتد بهم الزمن إلى أكثر من شهر يقضونه في مرعى ومسعى مستفيدين من حالة الفراغ في تكييف أفنية القلوب مع الرحلة الجديدة حتى تنقضي الإجازة ويأتي اليوم الموعود وتدخل العصافير أقفاص التلقين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعد رمضان والعيد بعد رمضان والعيد



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates