علي أبو الريش
لا شك في أن وزارة التربية دخلت في مرحل الإرباك والارتباك فيما يخص امتحانات الفصل الثالث بالنسبة لطلبة النقل أو الثانوية العامة، ولا نعلم لماذا كل هذا التعب على الرغم من أن شهر رمضان معروف تاريخ حلوله ولم يأتِ هذه السنة بصورة مفاجئة حتى تعاني وزارة التربية كل هذا الجهد في التوفيق ما بين المنهج المطول وراحة الطلاب.. وأعتقد أن الطلاب سوف يواجهون مثل هذه «الإغماءة الطارئة» في الامتحانات، وعليهم تحمل مسؤولياتهم؛ لأن الوزارة لم تجد بعد الحل الجذري لمثل هذه المعوقات التي قد تؤثر كثيراً على نتائجهم وقد تذهب بجهودهم خلال سنة كاملة، بتأثير فترة قصيرة اسمها مدة امتحانات الفصل الأخير من السنة.
المسؤولون في الوزارة قالوا إنهم فعلوا ما بإمكانهم فعله ولا يستطيعون فعل أكثر من ذلك؛ لأن المنهج مكتظ ولا يريدون أن يفرطوا بأي فقرة دراسية جاءت ضمن المنهج وعلى الطلاب وأولياء الأمور أن يتدبروا أمرهم والأمور سوف تمر بسلاسة.
والمشكلة التي يجب أن تناقش هو ما يحصل في كل سنة، وهي أن الامتحانات وموعدها تصبح عقدة الوزارة ومشكلة الطلاب التي ليس لها حل، ولهذا السبب فإننا لا نريد أن نتحدث عن حدث ما في سنة معينة وإنما المطلوب هو أن تقف الوزارة بحزم أمام وضع المناهج، بحيث تتلاءم مع الوقت والإمكانات وألا نظل في كل سنة نبحث عن الحلول في اللحظة الأخيرة، ونحاول اللحاق بالقطار بعد أن مر من هنا، وغادر محطتنا بكل وقت طويل.. الوزارة عليها أن تجد الحلول التي لا تجعلها ترتبك وتربك، وتضيع المسؤولية وسط الطريق ولا يستطيع أحد أن يلتقط أنفاسه كما يقول هنا مربط الفرس.. الوزارة تملك أجندة التاريخ وتستطيع أن تحدد من بداية السنة الوقت المناسب لانتهاء الفصل الدراسي الثالث ومتى تبدأ الامتحانات من دون كل هذه المداولات والمجادلات التي لا تفيد الطالب في النهاية طالما القرار يأتي لينفذ ما يتعارض مع البيئة النفسية التي يجب أن تهيأ للطلاب كي ينجز مشروعه الدراسي بيسر وراحة من منغصات ومن أعذار لا تقدم ولا تؤخر بل تزيد من القلق وتؤكد من جديد عجزنا عن إيجاد الحلول لأبسط المشاكل.