علي أبو الريش
في مؤتمر الحوار في الرياض، اليمن في مواجهة غير اليمن.. لا مجال ولا محال إلا أن يتحدث اليمنيون ويقبضون العصا في النصف بعيداً عن التطرف، بعيداً عن التزلف، بعيداً عن التخلف، بعيداً عن التحسف، لأنه لا وقت للمساجلات ولا وقت للمحاكمات، فالذي يتربص باليمن هو الشر، والذي ينتظر من اليمنيين في الانزلاق بمزيد من الدماء هو الذي يكره اليمن ويتاجر بالدين كوسيلة العاجز الذي ليس لديه أي مقومات البقاء إلا بالشعارات والبهارات من عهد ما قبل التاريخ.
اليمنيون اليوم في محك الانتصار أو الاحتضار، ومن لا يفكر بعقل فإن العقل سوف يلفظه ويقذفه في مزبلة التاريخ، فهذا الشعب لابد أن يعيش ولابد أن يستفيد من تجربة الآخرين الذين حولوا بلدانهم إلى طرائق قدد وصارت كل قبيلة دولة وكل حزب جمهورية «غير أفلاطونية».. اليمنيون الشرفاء عليهم أن يلتحقوا وينضموا إلى ركب المخلصين، لأن بلادهم بين فكي كماشة، الطائفيون في الخارج والقاعدة في الداخل وكلاهما يسعيان إلى قضم رغيف اليمن وتحويله إلى أعشاب ونباتات سامة يتجرعها اليمني ويجني ثمار فوائدها الأجنبي الذي أخرج نفسه من مشاكله الداخلية بواسطة الخطابات الدينية العمياء والحوثيون عليهم أن يفهموا جيداً إن من يحاول أن يدق أسافين الطائفية لا يريد إلا التوغل في عظام اليمنيين وتسجيل الانتصارات على حساب الأوهام التي زرعها في عقول البعض وما يريد هذا الطائفي من الحوثي إلا أن يصير وقوداً لأطماعه الإقليمية وخيالاته المريضة وأوهامه التاريخية التي لا تخدم إلا فئة ضيقة تعممت بالشعارات وارتدت عباءة الدين لتخفي من تحتها لدغات العقارب ولسعات الأفاعي.
الحوثيون إن كان في ضميرهم ذرة من الصدق وإن في عقلهم شيء من الوعي عليهم أن ينفضوا عباءاتهم من غبار الأفاقين وينهضوا ويستيقظوا جيداً لأن أرض اليمن وسيادة اليمن ومقدرات اليمن ودم اليمنيين أهم من كل الخيالات والشعارات والاصطفافات التي لا تخدم إلا أعداء اليوم وسوف يكتشف الحوثيون بعد حين أن من يدفعهم إلى هذا الانشقاق الرهيب إنما يريد استخدامهم أدوات ومخالف لجسده المريض وعقله الملوث بالأناشيد السوداوية.