علي أبو الريش
نشر صور شهدائنا على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مشوه، لخير دليل على الأخلاقية المتدنية، والقيم التي وقعت في فخ الانحطاط، ولا يقوم بمثل هذه الأفعال إلا أولئك الذين تجمدت مشاعرهم، وأصبحت قلوبهم مثل إسفنجة قديمة قِدم الدهر..
منذ أمد بعيد ونحن نصرخ بأقلام عالية النبرة، أن هذه الوسائل السحرية أصبحت ملاذاً للمشعوذين، والمهسترين، والفائضين عن الحاجة، هؤلاء خرجوا عن طوق العقل والمعرفة، ودخلوا في منطقة الخراب الوجداني، هؤلاء اصطفوا عنوة إلى جانب الشيطان الرجيم، وأصبحوا يتلذذون بنشر الصور غير اللائقة، وإشاعتها بشكل مزر، ومريع، هؤلاء ليسوا سوى حثالة، رمت بهم موجات العبث الثقافي على شواطئ الخزي، ليصيروا عاراً في جبين الإنسانية، ووباء على المجتمعات التي تعاني زبدهم، وغثاءهم، وأمراضهم وعللهم، وانحرافهم، وشذوذهم، هؤلاء يرسمون الصورة الشائهة ليس للشهداء، وإنما لأنفسهم ولأفكارهم، التي باتت مثل الصديد، تقزز النفوس، وتؤذي المشاعر، الشهداء الأبطال هم جميعاً على رؤوسنا تيجان فخر وعز وشرف، الشهداء أوسمة كرامة ونبل يعتز بها كل إنسان يعيش على هذه الأرض لأنهم ضحوا بأرواحهم من أجل الحرية والكرامة، لأنهم رفعوا راية الوطن خفاقة، ومن يمس بهؤلاء، فإنه يجرح وطناً، ويؤلم إنساناً، ويسيء إلى الحرية للإنسانية، لذلك، فإننا نشعر بالأسى عندما نجد أشخاصاً يجيزون أنفسهم ويكرسون جهدهم، من أجل ألاعيب جهلة، وأفعال لا تليق إلا بمن فقد الحس الإنساني، وخسر أخلاقه تماماً.
من يحاول تشويه صورة الأبطال، إنما هو يقف صفاً واحداً، مع أعداء الإنسانية، وينحاز طواعية، ناحية الأشرار، وينحرف باتجاه الذين يريدون أن يغطوا نجمة السماء بمنخل، والذين يتقصدون طمس الحقائق، ووضع أيديهم على عيونهم كي لا يروا الشمس، وحتى لا تنكشف حقائقهم، التي ما هي إلا تراكم أوساخ، وتزاحم حشرات ضالة، فقدت أجنحة التحليق..
هؤلاء المضللون لن يمكنوا من تحقيق أهدافهم، لأن في الإمارات أقماراً مضيئة لا تطفئ نورها، قماشة الأوغاد الرقيعة.. هؤلاء المهرولون باتجاه الكوابيس وأحلام اليقظة لن يستطيعوا أن ينتصروا على الحق بسلاح الخداع والمراوغات وأساليب التدليس والغش الإعلامي، والاحتيال الثقافي.. الإمارات أكبر من ذلك بكثير وأبطالنا سيظلوا شامخين راسخين في الوجدان، ودماؤهم هي الأنهار التي تحمي ضمائرنا وتؤسس جذور مشاعرنا.. فتباً لكل مغرض وآثم لئيم.