علي أبو الريش
نحتاج إلى الموظف الذكي، نحتاج إلى عطر الوردة، في العمل النقي نحتاج إلى فراشة تزخرف مكان العمل، بألوان السعادة والشفافية، فالموظف الذي يحشد جل قواه البدنية والعقلية والنفسية، من أجل تخليص معاملة من دون تذمر أو تململ هو ذاك العنصر الذكي الذي يضيف إلى العمل ديناميكية التحرك باتجاه التطور، هو ذات الموظف الذي يجعل من مكان العمل بيئة ترتع فيها غزلان البهجة والنجاح ويحقق للوطن مجده المبتغى.
الموظف الذكي هو ذاك الشخص المتفاني في أوان العمل، العاكف على سجادة الإنجاز الوطني المنسجم مع نفسه والآخر من دون تقطيبه تنفر، ومن دون عبوس تنذر بالخطر، نحتاج إلى هؤلاء في وطن تقوده حكومة تجاوزت الاستاتيكية منذ زمن بعيد وحطت رحالها عند النشاط والجموح الرهيب الذي وضع الوطن في مصاف السحابات الممطرة الذي أخذ بفريق العمل الحكومي نحو مسافات أبعد من النجوم فأضاءت الأرض بمنجزات مبهرة، وفرشت غرف المكان بمنجل العطاء الواسع والسخي.
نحتاج إلى هؤلاء الأذكياء، إلى أصحاب الحصانة والفصاحة لأنهم يفدون على المنجز بمعطيات تنير صفحات التاريخ بحروف من ماء الموجة الناصحة.
نحتاج ونحتاج لأن الوطن لم يزل يفتح أبواب الأفق بتدفق الطموحات ويتسابق الأفكار من أجل جديد يجد ويجتهد في قطف ثمرات الشجرة العملاقة، شجرة الإمارات التي وضع أساسها مؤسسون من ذوي الرؤى المبدعة وأصحاب الحضور الإنساني الطاغي في كل شبر من تضاريس هذا البلد الثري بموروثه الحضاري الفذ.
نحتاج إلى هذا الموظف الذكي لأن قافلة الوطن لا تستوقفها كثيراً المتخاذلون لأنها تسير بسرعة الرياح وتضاء بضوء البرق، ومن لا يستسيغ هذا السباق عليه أن يلجم خيله ويستريح جانباً.
نحتاج إلى الموظف الذكي لأن محيط الإمارات متجدد ولا تتحدد شواطئه إلا بملامح الموجة العابرة سواحل الأمل الذاهبة بالأمنيات نحو مجد مكانه في الفضاء البعيد سماء زرقاء صافية صفاء قلوب أبناء هذا الوطن النقية نقاء النجباء والأوفياء.. نحتاج إلى هذا الموظف لأن الأذكياء هم صناع المستقبل، هم روائع الحياة، هم سفينة الوطن التي تقله إلى الجهات الأربع من دون عواقب أو نواكب.. بل هم سواكب الأرض ومناقب الأقمار.