الله محبة

الله محبة

الله محبة

 صوت الإمارات -

الله محبة

علي أبو الريش

تعالوا نصلي .. صلوا للحب، إنه الأصابع البيضاء، ممدودة في أحشاء السماء تضيئها النجوم والقمر حارس أمين يقبض على شياطين الكره، ثم يدفعهم في وعاء التلاشي حتى تموت الأعشاب الشوكية ويصبح الكون حقلاً مزروعاً بوردة عملاقة اسمها حب الجمال.

تعالوا نصلي لأجل من عشقوا الحياة، ومن كتبوا القصيدة على قرطاس القلب، ثم رتلوا الحكاية من البداية حتى النهاية، وفي البدء كانت النطفة التي أعلنت صرخة الميلاد، وعن شجرة علقت على أغصانها أجنحة الطير، حتى صارت الأجنحة عناقيد حب، يحصدها الذين آمنوا أن الحياة لا تمكث طويلاً طالما غمست أطرافها في مواقد الحقد، وأن الحياة تصبح مثل خنفساء الروث إذا ما اتسخت بالغبار إثر صراع النفس الأمارة والنفس اللوامة، والأشياء لا تضيء إلا إذا غاصت في اللا شيء، الأشياء وحدها تزخر بالبريق إذا ما أعطيت خاتم الفرح، وتغاضى الإنسان عن تجاعيد الجبين ساعة الخلاف مع الآخر.
صلوا للحب تتبارك خطواتكم وتكبر أفنية القلب، والروح طائر يحلق في سماء السعادة محتفياً بضيوف العشق الذين يؤمون موئله بكل حصافة وفصاحة ولا يخافون الوقوع في خديعة ابن يعقوب.

أنتم العشاق وحدكم الذين تبنون منازلكم عند البرزخ، أنتم وحدكم الذين تجنون الثمرات ساعة التخلص من ذيول ثقافة موبوءة، بالأشكال الهندسية الفجة، اللون والعرق والدين.

الله محبة، ولا تقولوا مثلما قالت رابعة العدوية، «من كثر حبي لله لم يبق في قلبي مكان لكره الشيطان»، بل قولوا إن الحب إذا اتسع وعاؤه صار سماء زرقاء بلا غيوم حمضية.

تعالوا نصلي للحب، لذاك الذي خلص ابن مريم من عواهن المخادعين، أو ذاك الحكيم، الذي استنجد بالحب عندما ضاق عليه فناء خيمته، فضم وأوى الصديقين، في ساعة عسر في مكان لا يؤوي أكثر من شخص.

تعالوا نصلي للحب، فالله محبة، والسلام فاتحة الالتحام ما بين أنا وأنت وهو .. تعالوا نصلي للحب، ونكحل عيون النجوم، ببريق الحب، ونخيط قماشة القمر من أهداب الشمس، ونعلن للوجود أن الحياة سمكة إن أخرجتها من الحب كما تخرج السمكة من الماء تموت.

تعالوا نصلي للحب، ونرفع النشيد عالياً، أيها العشَّاق، الدعوة إلى الحب لا تكفي، بل يجب أن نعيشه ونؤمن أن اليقين الحقيقي هو إيماننا بالحب كطريق إلى الجنة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الله محبة الله محبة



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates