علي أبو الريش
ما تشهده مملكة البحرين الشقيقة من استفزازات وتدخلات خارجية، يستدعي الانتباه واليقظة، وفتح حدقتي العين حتى آخرهما، وتوسيع دائرة العقل بمقدار ما هو العالم يتسع في دوائره السياسية وتحدياته.
العالم اليوم يتفق على مصالح، وأعداء سوف يصبحون أصدقاء، ولا دائم إلا المصالح، والعرب وهم يعيشون في وسط العالم ومن حولهم فوهات براكين تثور، وفي داخلهم زلازل تميد لها الجبال وتمور الأرض، يتوجب عليهم أن يلتفتوا إلى ما يجري من تصالحات بين الكتل والأجزاء، وأن يمتلكوا الحس المرهف لما يحيط بهم من تطورات.
فإرسال المتفجرات إلى البحرين لم يأتِ سهواً، وإنما هو بالون من بالونات الاختبار التي طالما تعرضت لها هذه الدولة، والتضامن مع البحرين لا يتوقف عند التعبير الشفهي، لأن درجات هذا التعبير لا تعطي نسبة النجاح بتفوق على أعداء الأمة، وكل من يتربص ويتلصص ويتخصص في التخريب وتسريب معضلاته إلى الآخرين.
البحرين بحاجة اليوم إلى وقفة عربية جادة وحادة وصارمة وحاسمة وجازمة لمنع تسرب المياه الملوثة من أنابيب بلدان تعودت على تهريب الحقائق، ودفع قاذوراتها إلى الآخرين بطموحات بائسة شوفينية بحتة لا تحتاج إلى تفسير.
البحرين تحتاج اليوم إلى وضع الأصابع على الزناد لردع كل من تسول له نفسه المساس بأمنها وسيادتها ومصالح شعبها، لأن من يتجرأ على تهريب المتفجرات اليوم، قد يفعل الأشد فتكاً غداً وبعد غد، لذا فإن الدول اليوم تقيم الدنيا ولا تقعدها لمجرد الإحساس بهمس يمس كرامتها ولا مجال للتأويل أو التهويل أو التغاضي أو النسيان، فالذاكرة العربية المثقوبة يجب سد ثغراتها والتحول إلى عصر يؤكد فيه العرب أنهم موجودون وأنهم جاهزون لمواجهة أي تحد أو اعتداء، والعرب قادرون لو أرادوا ذلك ولو حزموا أمرهم وقالوا للمعتدي لا مجال للمراوغة، فنحن يقظون ونفهم الإشارات جيداً وقادرون على الصد والرد. حينما سيشعر الأشقاء في البحرين بأنهم ليسوا وحدهم في مواجهة العاصفة، وأنهم مع إخوانهم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، لن تستطيع المحاولات المخاتلة والمخادعة أن تهز حبة رمل من هذا البلد العزيز.
حفظ الله البحرين وأهلها وقيادتها.