الشيطان في التفاصيل

الشيطان في التفاصيل

الشيطان في التفاصيل

 صوت الإمارات -

الشيطان في التفاصيل

علي أبو الريش

لو نصل في يوم من الأيام الى تحريم التحريم لتخلصنا من كثير من الفتاوى المضللة والتي باتت مثل الزبد يغطي سطح المياه في عقولنا.. المفتون تخلوا عن القضايا الجوهرية وانغمسوا في التفاصيل الباهتة ما جعل المتلقي يعيش حالة من الضبابية في الحكم على الأشياء وكذلك في التصرف ومواجهة أعباء الحياة.. فقد أصبح لدى المفتين عقد الاسترسال والإستسهال في إصدار الفتاوى التي لا تغني ولا تعني حياة الناس بل تزيدهم قلقاً وارتباكاً وتخرجهم من دائرة العقل إلى محيط الفوضى في الإحساس.. فالإسلام واضح وآياته بينة وتفيض بالحكمة والدلالة ولا تحتاج إلى هذا الفيض الهائل من الافتاءات التي لا تخرج عن القشور ولا تتجاوز حدود الشكليات.. ففي ليلة رأس السنة تبادل الأبرياء التهاني بحلول عام جديد وتمنوا فيه السلام والوئام للعالم أجمع ولكن البعض تصدى لهذا السلوك بأحكام تدل على الانغلاق وطرق أبواب التزمت والتعنت من أوسعها وأشنعها وأفظعها، فاستاء المفتون واعتبروا الاحتفاء بالعام الجديد بنفوس رضية عفية متفائلة شيئاً من الانحراف عن الدين، معتقدين أن السنة الميلادية سنة مسيحية «كافرة» ولذلك لا يجوز الانجرار مع «الكفرة» ونسي هؤلاء أن السنوات والأشهر والأسابيع والأيام جزء من الزمن، ونحن كبشر نعيش داخل الزمن وليس خارجه، وهو يؤثر فينا من ناحية الانتماء إلى كونه، بُث فيه الزمن كحكم إلهي، يجعل من تطور الإنسان وتحوله من حالة إلى أخرى جزءاً من الزمن.. الذين يرفضون الاحتفال بالأيام التي تمر والأيام التي تأتي هم أناس خرجوا من الزمن، أناس يعيشون في فضاءات ما بعد الجاذبية الكونية فلا يستطيعون تثبيت العقل عند حيز الكون الذي نعيش فيه، فلذلك فإنهم يخوضون في التفاصيل التي استولى عليها «الأنا» الشيطان، وبدت الحياة بالنسبة لهم مثل برميل أحكم إغلاقه إلى أجل غير مسمى.. ومن هنا يخرج التطرف وينمو الإرهاب.. وعندما يغلق العقل نوافذه يفسد هواء الغرفة المغلقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيطان في التفاصيل الشيطان في التفاصيل



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates