علي أبو الريش
لا يمكن بأي حال من الأحوال، أن تقبل دولة ذات سيادة، ولها تاريخها وحضارتها وأعرافها وتقاليدها، المبنية على أسس دينية سماوية، بأن يدس الآخرون أنوفهم في نخاع عظم ما هو مقدس بالنسبة لهذه الدولة.. ومن تعمد الخلط ما بين مفاهيمه الخاصة، ومفاهيم الآخرين، فإنما هو يمزج ما بين المدنس والمقدس، وهذا أمر مرفوض وممقوت في العلاقات الدولية بين الدول والشعوب، ومهما حاول البعض أن يصبغ معتقداته بماء الذهب، ومهما حاول أن ينصب نفسه قاضياً، وحكماً، يصدر الفتاوى ويمنح صكوك الغفران فإن هذه السلوكيات لا تعبر إلا عن تعالٍ وجبروت وفوقية لا تطيح إلا بأهلها.. فالمتكبر يرى الناس صغاراً ويرونه أصغر هو كالواقف فوق جبل، ولأنه جبل وهمي فلا يمكن له أن يصمد أمام الحقائق الدامغة.
السويد انتقدت القضاء في المملكة العربية السعودية واعتبرت نفسها مختار الصحاح، الذي يلم بكل شاردة وواردة وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لهذه الدولة الأوروبية الصغيرة الواقفة عند ثلوج أوروبا، فإن حرارة المعتقد في السعودية ودول الخليج العربي قاطبة تجعلها قادرة على إذابة كل الانتقادات المغرضة، وجعلها زبداً، لا مكان له إلا عند مناطق الرفض المبات.
نقول العالم تطور، والسويد دولة اسكندنافية متقدمة لذا كان عليها أن تحترم الأفكار والخصوصيات وثقافات ومعتقدات الآخرين، فهذه هي الديمقراطية التي يدعونها وهذه هي حرية المعتقد التي أوجعوا رؤوس الناس من أجلها ويجب عليهم أن يحترموا ما يصدرونه للناس، وأن يتوقفوا عند حرية الآخرين وألا يتجاوزوا حدود منطقهم وقبل غيرهم، تغنوا فيه، ورفعوا له الشعارات الأوسع من تضاريس الأرض.
السعودية بنت علاقاتها مع الدول على أسس الاحترام المتبادل، والقواسم المشتركة التي تجمع بين الدول الصديقة، وهذه هي سمة الدول التي تتعامل مع الآخر بحضارية ورقي، وكذلك بروح الإسلام وتعاليمه السامية، لذلك عندما يصدر من أي دولة صديقة تجاوز لهذه الأعراف، فإنه مرفوض، جملة وتفصيلا.