الحقد  قتل الذات للذات

الحقد .. قتل الذات للذات

الحقد .. قتل الذات للذات

 صوت الإمارات -

الحقد  قتل الذات للذات

علي أبو الريش

كره الآخر، ينتج عنه كتلة من الجحيم، تتوغل في الذات، لتصبح هشيماً وعديماً، فالذين يكرهون يعدون أنفسهم لحرب شعواء تدور رحاها في الداخل، فتشعل الحرائق، ويباد عشب القلب تحت سطوة نيران لا تخمد .. نلاحظ الحاقدين كيف تتجعد جباههم، وتتغضى جبائنهم، وتذبل جفونهم، وتلتوي وجوههم كأنها سجادات قديمة نام عليها غبار الزمن المكفهر .. الذين يحقدون يمارسون مازوخية رهيبة على الذات، ويجلدون أنفسهم بسياط من نكد وسهد، هؤلاء لا نيام ولا تستريح لهم روح لأنهم يعيشون حالة غليان تشوي الكبد والقلب، وتتلظى النفس جراء ذلك، على حطب النار.

الذين يحقدون، يعانون عصاباً قهرياً فتاكاً، يغرس أنيابه في الروح، فينهش ويفرش عباءته السوداء تحت الجفون، ويعمم الرأس بكتلة من رماد الاحتراق .. الذين يحقدون فقدوا الصلة مع الواقع، وانحازوا باتجاه العزلة الفكرية واختاروا الوهم، وسيلة لرسم الصورة للعالم.
الذين يحقدون يواصلون الخربشة على جدران الذاكرة، فيرسمون صوراً كاريكاتيرية مفعمة بالكآبة ويصورون العالم من حولهم كأنه غابة موحشة.

الذين يحقدون يعتقدون صخرة صماء يحاورون أنفسهم، ويسردون حكايات خيالة لا أساس لها من الواقع، ينظر إلى الآخر، نظرات ريبة وخوف يظنون أن الآخر كائن جني به من عوالم أخرى وعلى أطباق طائرة لكي يخطف وينسف.

الذين يحقدون تورمت ذواتهم، فأصبحت مثل مفخخات قد تنفجر في أي وقت، ولأي سبب من الأسباب ودون سابق إنذار.

الذين يحقدون انفصلوا عن الواقع، واستكانوا عند نفق أسود، وأخذوا ينظرون إلى الآخر من منظار داكن، فلا يرون في الآخر غير شياطين تتنافس على إقصائهم من الدنيا.

الذين يحقدون خاوون مفرغون مهووسون هستيريون جاهزون للعدوان على الآخر لمجرد إشارة.

الذين يحقدون، أعداء لأنفسهم، كما هم أعداء للواقع، كما هم أعداء للقيم السامية، كما هم أعداء الله.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحقد  قتل الذات للذات الحقد  قتل الذات للذات



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates