علي أبو الريش
في رمضان، تفاصيل في الأشياء.. النساء يفصلن في الأحاديث عن مشاهد المسلسلات، وعن ملابس الممثلات، وعن شكل الماكياج، و«النيولوك».. النساء يفصلن ويسردن ويسهبن ويسترسلن عن الأكلات وأحدث نماذج الأطعمة وعن الحلويات وعن جهود الخادمات في إدارة المطابخ، عن الليالي الملاح ساعة ما قبل أذان الفجر، حيث يعلو صوت التلفاز، ويصدح فرحاً سعيداً بما يجيش في خواطر السيناريوهات الطويلة والمملة.
النساء يفصلن في ألوان وأصناف الفساتين التي تعد لعيد الفطر وعن العباءات الأشبه بتضاريس القارة الآسيوية، النساء يفصلن في كتابة سيناريوهات رمضانية، عبر هواتف تظل ترن في الآذان حتى نفاد صبر بطارياتها وإفراغ ما في جعبتها من طاقة كهربائية شمسية وقمرية.
النساء يفصلن ما يستجد من أحاديث عن «سوالف» علقت في أذهانهن منذ ما قبل الشهر وقبل أن يحل الشهر الكريم.النساء يفصلن في كل شيء والرجال يبحثون عن ملاذات آمنة في مجالس السهر الليلي، وحتى طلوع الفجر، أو ما قبله بدقائق.
النساء يفصلن في كتابة قصص سريالية خيالية وفانتازية ما أنزل الله بها من سلطان لأن في الليل يحلو الحديث، ومقدمة ابن خلدون تزخر بالأطباق الحلوة والمالحة، والحياة وردية بعد الفطور وخادمات المنازل مشغولات في حمل الأثقال من المطابخ إلى حمالات الأسية.
النساء يفصلن في زمان رمضان وفي حياة رمضان وفي علاقات رمضان، وفي مشاعر الناس في رمضان وفي المناطق الدافئة بين الجارات والقريبات.. النساء يفصلن في الأحلام وفي الأيام وفي الأوهام، والرجال ذاهبون في غضون الشرح بعيداً عن الانتباه أو الالتفات لما يقلنه النساء وما يحصدنه من القيل والقال.. النساء في رمضان، أقول بعضهن يصحون مساء أي ما قبل الإفطار، ثم يذهبن في تفقد ما عجنته وطحنته وخبزته وطبخته الخادمات وفي أغلب الأحيان يكون انطباعهن على غير ما يرام ولكن لا بديل طالما بقيت الخادمات اليد الطولى التي ترفع وتنزل القدور من فوق فوهات المواقد.
النساء على الرغم من امتعاضهن إلا أنهن يكن حليمات مع الخادمات، في هذا الشهر لأسباب طارئة وللضرورة القصوى.