علي أبو الريش
ويبقى لابن ماجد طريق الهند معبداً بحرير الشفافية وذهب السياسة الذكية والأجندة المصفدة بأحلام الناس العاشقين للحياة المجللين بالوعي، المكللين بالثبات في المواقف، والواثقين من أن العلاقة بين الدولة كما هي العلاقة بين أعضاء الجسد الواحد فلا يصح العالم ولا يبتهج الوجود إلا بالاحترام المتبادل بين الدول والاهتمام بمصالح الشعوب قبل كل شيء.. والهند بالنسبة للإمارات هي رئة المحيط الهندي وهي قاربه العملاق المشتاق دوماً لهواء الصحراء كي يمنح بحارته رؤية العالم من دون رذاذ معرج أو وشوشة تجرح السواحل.
الإمارات والهند قامتان اقتصاديتان تستطيعان بالتواصل والتكامل أن تشيدا صرحاً تنموياً قوياً يهم البلدين ويخدم الشعبين، بل إن الملايين من الشعب الهندي يستفيد كثيراً من هذه العلاقة التي لا تقل أهميتها في مصلحة الإمارات، والتي لها خبرة واسعة في بناء المشاريع الاقتصادية العملاقة وهي من إنجازات الإمارات المهمة على الصعيد العالمي.
والهند قارة وتضاريس شاسعة ومتنوعة وبما لشعبها من إرث ثقافي عريق وحضارة تمتد جذورها إلى آلاف السنين، فإن العلاقة معها كبلد مقنعة جداً، كما أنها تتناسب مع روح الإمارات ذات الفضاء الثقافي الواسع والذي يحتضن اليوم فسيفساء إنسانية من مختلف القارات يعيشون في أمن وأمان ويحققون سلامهم النفسي على أرض ظللت صحراءها ثقافات ومعتقدات حتى صارت جميعها شجرة سامقة وواحة فيحاء لطيورها أجنحة البهجة ولأعشابها سنابل الفرح والآمال العريضة.
الهند في القديم والجديد ذاكرة لا يخبو ضوؤها وينطفئ قنديلها وإنسان الإمارات عندما يستدعي التاريخ يجد الهند حاضرة «بالساري» وسمار البشرة الآسيوية، يجد الهند حاضرة مرسومة على أشرعة المراكب التي خبت على الموجات بحثاً عن لغة العيش وأحلام ما بعد الظمأ.. ومن بيننا يعيش الآلاف من الهنود ويهنأوون بعلاقة إنسانية لا مثيل لها منعمين بأخلاق أهل الإمارات وثقافتهم الإنسانية ذات المنشأ الإسلامي العتيد.