علي أبو الريش
مُنذ التأسيس، وانطلاقة الأشرعة باتجاه العالم، وضعت الإمارات نصب العين والقلب أن التحدي الأكبر الذي يواجه الإنسانية هو الفقر، ولأنّ الإمارات جزء من كل، كان التوجه إلى تصعيد المساهمة في المساعدات الإنسانية، ومد السواعد باتجاه دول العالم التي تعاني الحروب والكوارث الطبيعية، شرقاً وغرباً.
وحسب التقرير الذي أصدرته لجنة المساعدات الإنمائية «DAC»، فإن الإمارات المانح الأكبر على مستوى العالم، وللعام الثاني على التوالي، حيث بلغت المساعدات عام 2014 «18,36» مليار درهم، أي بنسبة 1,26% من إجمالي الدخل القومي.
هذا العطاء السخي يؤكد التزام الإمارات كوطن للإنسان، وحقل واسع البيان والبنان، تسمق عند أديمه أشجار التعاضد والمساندة، وتتألق في سمائه نجوم الأبيض الناصع.
والشهادات التي تقدمها، اللجان والمنظمات الإنسانية الدولية لدليل على تربع الإمارات على عرش العطاء الإنساني والمساندة الدائمة لكل محتاج ومعوز.
واليوم عندما نمد البصر في بقاع العالم، فلا نجد بلداً من بلدان العالم لم تصل إليها يد الإمارات البانية، التي أنشأت المدارس والمستشفيات ودور العبادة، والأحياء السكنية، وكل ما يمت إلى حياة الإنسان، ويوفر له الحياة الكريمة والعيش الهانئ، سعت الإمارات لتوفيره، وتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق سعادة الناس، الأمر الذي يؤكد أن الدولة لم يقتصر جهدها على إدخال الفرحة على أبنائها، بل تعدى ذلك، ووصل إلى كل إنسان محتاج في العالم، لأنَّ سياسة حكومتنا الرشيدة مبنية على أن رفع الضيم عن الإنسان، في أي مكان، مسؤولية دينية وأخلاقية تنتمي إليها الإمارات انتماء الروح إلى الجسد، وهذا ما يجعل اليوم شعوب العالم، تهفو إلى الوصول للأرض الدافئة، وملامسة ترابها النبيل، والاقتراب من شعبها الذي تشرَّب من نبع زايد الخير، طيب الله ثراه، وتربى على أخلاق هذا القائد النبيل.
الإمارات اليوم واحدة من الدول التي يسعى لها الناس من كل حدب وصوب، ويأتون إليها من كل فج عميق، لأنهم أيقنوا أنه لا حياة للإنسان إلا في ظل مشاعر الحب، والإمارات شجرة ظليلة، أغصانها مزروعة بالأخضر القشيب، وعند القمم تغرد أطيار الحياة، من أجل حياة لا تغشيها غاشية، ولا تخيبها خائبة.
الإمارات هي هكذا نحر تضيع فيه النظرات، لنصوع بياضه، وتتوه الحملقة في فيافٍ أبهرت وأدهشت، وجعلت القاصي يخبر الداني عن روعة الصياغة ومتعة البلاغة، وشموخ الحب عطاء وسخاء وثراء، وبهاء وصفاء، ونقاء.
إنها الإمارات الشجرة الوارفة وفاء للإنسانية.