علي أبو الريش
مثل شجرة وارفة الظلال، تظلل وتدلل وتكلل وتجلل وتسهل ما يصعب وتيسر ما يتعب وتمضي بالسفن باتجاه محيطات أمواجها قطف المهاد وتسعى دوماً إلى بث الروح في الكائنات الطامحة إلى حياة سعيدة رغيدة عتيدة مجيدة.
مثل جبل عشبه عطاء الناس الأوفياء وصخرته عزيمة الرجال النبلاء وقامته الطموح الذي لا ينحني ولا ينثني ولا تسكن له عاصفة.. مثل نورس يمد الجناحين للريح كما تتسرب في الخلايا وتغد عاطفة الحب مع السواحل وتنفتح أشرعة البحر تهفهف على صدور المبحرين في ثنايا السماوات والأرض، الباحثين عن لآلئ الزمن مثل سيمفونية تزمل التاريخ باللحن الشجي وتطرب الطير فيغرد جذلاناً هيماناً رياناً بالهوى وأشجان البقاء والارتقاء إلى الدرجات العلا.
مثل قصيدة أبياتها من حبات رمل الصحراء والقافية نخلة سامقة ترسم صورتها في الخلاء ليمضي الرطب سخياً ندياً جنياً.
الإمارات تفتح الأبواب والصدور حيازيم الفرح والانتصار على القنوط والإحباط.
الإمارات تفتح الأبواب كما هي المحيطات مشرعة تنافح الزمن في تواريخ الممتدة منذ البدء وبلا نهاية.
الإمارات تفتح الأبواب لكل طامح راجح السجية، مكافح من أجل رقي ينهض بالمعنى ويعطي الحياة الدلالة ويفسح طريقاً لإنجاز مشروع النجاح والفلاح والصلاح.
الإمارات تفتح الأبواب لكل مستثمر عامر قلبه بالثقة وقوة الإرادة ورجاحة العقل، فما هو متاح على هذه الأرض يفتح الشهية كما يفتح الأبواب ويفسح الطريق للقادم من ناحية القلب باتجاه الروح مستدرجاً العقل كي يحط رحاله عند الأرض المباركة ويغمس السبابة في خلية الشهد من أجل عهد ووعد ومجد، من أجل علاقة ودية مع النجاح والظفر بالانتماء إلى أرض أعشبت بالحب وترعرعت أشجارها من خصب المشاعر الإنسانية وتفرعت أغصانها باتساع فضائها واخضرت أوراقها بلون القلوب المزدهرة بالدفء، الزاخرة بالحب.
أبواب الإمارات مفتوحة كما هي قلوب قادتها ورجالها النجباء.. الإمارات الفضاء المسكوب بالغيمة الممطرة.