علي ابو الريش
ما يحدث اليوم في العالم، هناك مساحة واسعة من الروح الإنسانية فقدت البوصلة، وتاهت في دياجير الظلم والظلام، وذلك بفعل الضغط العالي، والضخ المكثف، لأشخاص معنيين، نصبوا أنفسهم أوصياء على دين الناس، أولياء على مصيرهم، هؤلاء الأشخاص من يدرس تاريخهم يفهم جيداً أنهم يعانون نقصاً وعقداً نفسية ودونية فظيعة، أوصلتهم إلى اتخاذ الكراهية ضد الآخر، وسيلة للبحث عن الذات الغائبة، هؤلاء يتبعون الأتباع، يبحثون عن المناصرين، والذين يؤدون أدوار الشر بعناية فائقة ويحققون مآرب من لقموهم الشر، وأسسوا بنيانهم النفسي على أساس العداء للآخر، والاحتقان والانتقام من دون تمييز.
والمشكلة التي يواجهها العالم، والتي تتطلب جهداً مضنياً من جميع فئات أي مجتمع هي النشء..
لابد من فكر جديد يواجه الشر، بالالتفات إلى الصغار واحتوائهم، ودرء أخطار الشر عنهم وحمايتهم من الالتصاق في كل ذي عقل موبوء، بداء الشرور، وللأسف، فإن المجتمعات العالمية لم تزل بعد تغيب هذا السطر المهم، من صفحات المجتمع، وتوجه الاهتمام فقط إلى المواجهة مع من شبوا، وأصبحوا داءً عضالاً لا شفاء له ومنه، وأعتقد أن مثل هذا السلوك لن يحل المشكلة من جذورها، بل سيظل العالم في دوامة الملاحقة والمجابهة التي تكلف المجتمعات جهداً ومالاً وضحايا لا تعد ولا تحصى..
المطلوب مناهج فكرية وثقافية، مقاومة لهذا الفكر الشيطاني، والبدء في صياغة واقع سلوكي إنساني يعتمد على تنشئة جيل جديد، محصن من فيروسات العقل السوداوي، ملقح ضد أدواء العبث، والتدبير الجهنمي الذي تقوم به جماعات اقتحمت الدين زوراً، واستخدمت تعاليمه بصورة عكسية، بهدف تحقيق أغراض عدائية موجهة مباشرة ضد الواقع.