الإرهاب الرأس المملوءة بالحقد

الإرهاب.. الرأس المملوءة بالحقد

الإرهاب.. الرأس المملوءة بالحقد

 صوت الإمارات -

الإرهاب الرأس المملوءة بالحقد

علي أبو الريش

في الحكاية القديمة، قيل إن رحّالة أراد أن يتعلم فكرة التأمل، فدخل على أحد الحكماء، طالباً المعرفة ولما دلف من خلال الباب، صفق الباب من خلفه بعنف ثم رمى بحذائه في زاوية قصية، ثم مد يده ليصافح الحكيم، إلا أن الحكيم رفض مصافحته، إلا بعد أن يعتذر للباب الذي صفعه بعنف وكذلك، عليه الاعتذار للحذاء الذي فك رباطه بغضب ورماه بعيداً.

استغرب الرحالة، فكيف به يعتذر لجماد، وكيف يطلب منه أن يقدم هذا الاعتذار لحذاء يلبسه ويدوس به التراب.. وبعد محاولات لإثناء الحكيم عن رأيه، والتي لم تجد نفعاً، أذعن الرحّالة، وسار منحنياً تجاه الباب معتذراً طالباً السماح وكذلك فعل للحذاء.
وبعد أن نفذ الرجل الأوامر، مد يده، فصافحه الحكيم بنفس رضية، ولكن الرحالة تساءل قائلاً: هل لي أن أعرف لماذا فعلت معي هكذا؟

أجاب الحكيم قائلاً: لقد جئت تطلب تعلم التأمل، ومن أهم شروط تعلم التأمل، أن تكون النفس صافية وشفافة وأنت جئت مشحوناً بالغضب والحقد فكيف لك أن تتعلم التأمل وأنت تعاني من شروخ في الذات، وتحمل وزر ميراث من الانحطاط جعل ذاتك مثل جيفة منتفخة.. فهدأ الرحّالة، واستجاب لتعاليم الحكيم وأيقن أن في التأمل يجب أن يأتي الإنسان من دون شحنات عدوانية تجاه الأشياء.. سواء جماد أو نبات أو حيوان أو إنسان.. وهكذا يفعل الإرهابي، إنه يواجه الواقع بحزمة من الأفكار العدمية، يواجه العالم بقلب يكتنز الحقد ويريد الآخرون أن يتعلموا ما تعلمه.. هكذا يفعل الإرهاب إنه يعاني من مخزون رهيب من الأفكار السوداوية، ويخرج إلى الشارع بهذه الكتلة النارية، فلا يستطيع أن يتعايش مع الآخر، لأنه لا يجد نفسه وسط محيط الآخر المسالم والمحب للسلام والوئام.

الإرهابي كائن أشبه بخنفساء الروث، تخرج من تحت الحثالة، وكيانها يحمل أوزار الفضلات التاريخية، هكذا هو الإرهابي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهاب الرأس المملوءة بالحقد الإرهاب الرأس المملوءة بالحقد



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates