الإرهابي

الإرهابي..

الإرهابي..

 صوت الإمارات -

الإرهابي

علي أبو الريش

خلل في الذهنية عندما يقدم إنسان على ارتكاب جريمة في مجتمع توفرت فيه للناس كل أسباب السعادة، فاعلم أن وراء هذا السلوك عقيدة خاصة مصابة بكتلة ألم ذاتية مبعثها ماضي هذا الشخص وتربيته وثقافته وهشاشة نفسه..

هذا الشخص يعاني من تاريخ شخصي مأزوم لا علاقة له بالمحيط الخارجي وإنما مرتبط بسلوك ذاتي جعل من هذا الشخص كائناً متحرقاً متشققاً متفتقاً متشوقاً دوماً إلى التماهي والتماثل مع فعل خارجي يعيد له توازنه..
فالذين عبدوا الأصنام كانوا يعرفون أنها أحجار لا تنطق ولا تتحرك ولا تملك شيئاً يحقق أهداف العابدين، ولكنهم كانوا يصرون على هذا الفعل ويمارسونه بخشوع وخضوع، ويحاربون العالم من أجله ومن أجل الحفاظ عليه، لأن هؤلاء يعانون من ضعف إيمان داخلي يواجهون صعوبة في التعايش مع الواقع وبالتالي يلجأون إلى كائن آخر كما يتصورونه ويعتقدون أنه المخلص..

وبالمثل فإن المتطرف أو الإرهابي إنما هو شخص شذ بأفكاره على المجموع، نتيجة وهم داخلي ونتيجة قناعات مخادعة، وبالتالي يقدم على الإرهاب كالأعمى الذي يسير في طريق وعر ويظن أنه سالك وممهد..

هذا الكائن المشوه جاء من واد سحيق، جاء من أفكار ومفاهيم مغلوطة أشاحت بوجوم عن كل المعاني الجميلة وابتعدت كثيراً عن القيم السامية، بل صار هذا الشخص جزءاً لا يتجزأ من الأفعال المشينة التي يرتكبها، صارت تسكنه وتطوق كيانه وتغلل قلبه، إذ لم يعد له قلب يحب به ولا عقل يفكر فيه، ولا عين يبصر بها، ولا أذن يسمع من خلالها.

طائر الظلام، خفاش ليل، يتحرك بالخفاء وتحت حجب مختلفة، لأنه لا يريد أن يرى أحداً ولا يريد أن يراه أحد، لأنه على قناعة من أن ما يفعله هو مضاد للواقع مناقض لقناعات المجموع، وبالتالي فإن السير تحت الرمل وسيلة من يسرق أو يمرق أو يحرق

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإرهابي الإرهابي



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 18:04 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

الحب على موعد مميز معك

GMT 00:42 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كردستان تحتضن معسكر المنتخب العراقي لكرة السلة

GMT 01:57 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عقبة تُواجه محمد صلاح وساديو ماني أمام برشلونة

GMT 05:18 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ريماس منصور تنشر فيديو قبل خضوعها لعملية جراحية في وجهها

GMT 17:03 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

استقبلي فصل الخريف مع نفحات "العطور الشرقية"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates