علي أبو الريش
في تغريدات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أكد سموه أن مجلس التعاون «منظومة واحدة وأن التحديات مشتركة» في هاتين الجملتين اختصر سموه محيطاً واسعاً من الجمل ليصل إلى المعنى بكلمات موجزة تؤكد أن الثوابت بين دول مجلس التعاون راسخة وثابتة ولا تحتاج إلى تأويل أو تهويل، إنها الجملة المفيدة في القاموس العربي وهي الدلالة الواسعة التركيز في تعاطي الإنسان الخليجي مع المستجدات التاريخية والأحداث المحيطة بالمنطقة، فلا مجال أبداً لمن يريد أن يعبث أو يلعب في بركة الماء، لأن التضاريس المتعانقة في شبه الجزيرة العربية هي مثل مشاعر الإنسان في هذه المنطقة، وهي كذلك مثل مفاصل التاريخ في عناقها واشتياقها دوماً للرواسخ من القيم وللشوامخ من الشيم، وقوة أهل التعاون هي قوة للضد الطامعين والمتربصين والعابثين والمغامرين والمدعين والمفترين والذين يريدون أن يصنعوا أمجاداً بالكذب والهراء والذين يريدون أن يغيروا مجرى التاريخ بوضع حجر في وجه النهر الكبير.
تغريدات سموه تعبير واضح للقناعة الراسخة لدى أهل «التعاون» بأن هذا الصرح ما هو إلا امتداد لبنية عربية واحدة من المحيط حتى الخليج وهذا ما يزعج الآخرين ويقلق منامهم، لأنهم يحملون في جيناتهم الوراثية حقداً دفيناً لأي تعاون عربي ولأي تماسك عربي ضد الباطل وضد الفكر الغائص في تلافيف الظلام.. وما يقلق هؤلاء هو أن تماسك اللحمة العربية يضعف تطلعاتهم ويضرب نظرياتهم الشوفينية في الصميم، ويقطع الطريق أمام قطاراتهم المتهالكة التي تطمح للوصول إلى حياض العرب. ما يهزم المهرولين نحو التفريق بين العرب هي وحدة العرب وجمع شملهم وعلو شأن قواسمهم المشتركة، لأن أي قوة للعرب هي هزيمة نكراء لمن يطمع أن يعتدي ومن يفكر أن يتجاوز حدود الاحترام المتبادل بين الشعوب.
ما يفسد مغامرات هؤلاء هي هذه الجبال العربية الشاهقة التي تمنع تسلل المتسلقين والمتسولين والمتوسلين والمتلصصين والذين في قلوبهم مرض والذين في نفوسهم غرض.