علي أبو الريش
مجلس أبوظبي للتعليم يعمل دائباً، وبشغف العاشقين لهذا الوطن، إلى التطوير وإلى نيل أحقية التفوق، في تقديم أنبل المعطيات التعليمية، وهذا هو الأمل، في جودة العمل، واليوم يطرح المجلس استراتيجية لأعوام 2015 - 2020م، ممسكاً بتلابيب الحقيقة وما يتطلبه التطوير، وفي الأساس، هو الإنسان، أداة النجاح، ووتد التفوق، وتحقيق المنجزات عالية الجودة.
التوطين، فكرة رائعة، ومطلوبة، ومع توطين الكادر التدريسي، نحتاج إلي توطين المادة التدريسية، نحتاج إلى الموضوع والهدف المراد تحقيقه في آخر المطاف.. نحن الآن في زمن تختزل فيه المراحل التاريخية، والزمن بات يسير بالقطار السريع، الأمر الذي يستدعي وعينا وقدرتنا على تلبية احتياجات المستقبل، بدءاً من تخفيف الأثقال، والأكداس المكدسة من الكتب المدرسية التي تنوء عن حملها الجبال الشم، وانتهاء إلى النوع في المادة المقدمة للطالب، وأنا أجزم أن بعض المواد التي يأخذها الطالب في الابتدائي مثلاً، هي بمستوى طالب الإعدادي، إن لم تكن بمستوى الطالب في الثانوية، وأحياناً يشعر الإنسان أن هذه المواد تعجيزية ولا تحقق الهدف، إذاً نحن بحاجة إلى إعادة قراءة للمناهج أولاً، حتى لا تضيع الجهود المبذولة هباء، وحتى لا يفقد المخلصون في هذا المجلس الموقر كل ما يتعبون من أجله، ونحن نعلم أن إدارة المجلس بدءاً من الرئاسة، حتى آخر وأبسط موظف جميعهم، يسهرون ويجتهدون، ويفكرون بصدق وإخلاص وتفانٍ من أجل إنجاح العملية التعليمية، ولكن عندما تبدو الثغرات واسعة فلابد من أن نتوقف عندها، لأننا على يقين من أن إدارة المجلس، تبحث عن الآراء، وتفتح النوافذ مشرعة لأجل تحقيق الأهداف المبتغاة، لذلك فإننا لا ننظر لأحد بقدر ما نريد أن جزءاً من هذا المنبر وجزءاً من العملية التعليمية، لأن المستهدفين من التعليم هم أبناؤنا كما هم أبناء إدارة المجلس، لذلك نحب دائماً أن تكلل الجهود الجادة والصادقة، بالنجاح الكامل، وبنسبة 99,8%.. نريد التوفيق والنجاح للذين يعملون من أجل الفوز بالحقيقة وتصدير المعرفة الواجب وصولها إلى الطالب.. مرة أخرى نقول: المنهج الدراسي يحتاج إلى قراءة أكثر من مرة، وإدارة مجلس أبوظبي للتعليم جديرة بهذا الفحص؛ لأنها إدارة تمتلك القدرات في قراءة ما بين السطور.. والله الموفق لكل المحبين.