علي أبو الريش
خطوة فريدة سديدة، عتيدة أكيدة، تطلقها قيادة تليدة مجيدة، تمجد الإنسان، وتشيد البنيان، ببنان وبيان وإحسان، وتمضي بالحياة نحو أشجار تتألق أغصانها بأثمار وأزهار وازدهار وتتأنق أجنحة الخير، بسندس العطاء وإستبرق الرخاء، ومن دون استثناء يقف الأبناء، أبناء الأرض، صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، تحت خيمة الوطن، منعمين بسعادة هي من صلب إرادة من ألبسوا الإنسان ثوب البياض، وأرووا القلوب من عذب الحياض، وفضيلة التراب السخي.
هكذا تتفتق ذهنية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن ملكات ورؤى جاهزة دوماً لإجراء التسخين في الدورة الدموية، لحكومة وقفت في كل الأحيان على أهبة الاستعداد، لمقارعة زمن يتحرك بالعجلات الأربع، خائضاً معركة الوجود بجدة وإجادة، لأجل سيادة الفرح، في الأفئدة، ولأجل المشي على سجادة أهدابها ملونة من عرق الذين يكدون ويكدحون، ويطرحون الأسئلة، بما يتلاءم مع سعة السماوات والأرض، وبما يتواءم مع بريق النجوم، وضوء الأقمار. فعندما يكون الوطن، لوحة تشكيلية، وخطوطها، تحركها أنامل، عشاق أحبوا الحياة، بألوانها الزاهية، يصبح الإنسان نقطة الضوء في صلب المشهد، ويكون الإنسان الحركة اللونية التي تفسح للعين مساحة للتحديق في أفق المساحات المترعة، بالزهو والازدهار..
وبالتالي تصبح السعادة مهمة لا تحتمل التأجيل، بل في خضم التأصيل، تكون هناك عزيمة الرجال الذين لا يؤجلون عمل اليوم إلى الغد، ولا يفسحون مجالاً للملل، أو الكلل، أو الزلل، أو الخلل، إنهم كاريزما الوطن وهالته التي فصلت لأرض حباها الله بهكذا رجال، يمنحون الخطوات نخوة التألق، وصبوة التدفق كأنهار من منبعها إلى مصبها، تسير العذوبة، محتشدة بالأمل، لتهدي المقل كل ما تحتاجه من أناقة الحضور ولباقة التصور لمستقبل يرفل بطموح الناس الأوفياء، إلى مزيد من التصويب، والتهذيب والتشذيب والترتيب والتطييب، وتأثيث المكان بشراشف السعادة، ووضع الإنسان في المراكز الأولى أينما كان.
إسعاد الناس مهمة الرجال الذين نذروا النفس لأجل وطن، أحلام الإنسان فيه كأجنحة الطير، تسبر الأفق فتخبر القلوب بأن الطريق إلى السعادة يبدأ من جملة لقيادة حكيمة، ومغردة لشعب وفي، وأرض تنبت أشجارها، وعداً وعهداً، بألا تنحني الأغصان ما دامت تروى بالحب وتعاضد السواعد، والسير قدماً نحو تحقيق الآمال والأمنيات بعزائم لاتلين، وإرادات لا تستكين، وطموحات أشد صلادة من الجبال الشامخات، الراسيات الشاهقات..
إسعاد الناس، مهمة العقول التي تنبض بوعي وسعي نحو التنوير والتطوير، وتجذير القيم السامية والمبادئ القويمة، ووضع شيم الإنسان بقامة الغيمة الغافية عند شغاف السماء..
إسعاد الناس، مهمة مستعجلة لا مؤجلة، وهي فضيلة من حكم فعدل، واطمأنت نفسه، باطمئنان من أحب وما أحب إلا أرضاً نشأ عليها، وشعباً عاش بينه.