علي أبو الريش
الحب أبجدية الحياة أبدية العلاقة الصحية مع النفس والآخر.. فأن نعلم أبناءنا الحب فتلك هي المسألة تلك هي المدنية الفاضلة وأن نعلم أبناءنا الحب، نكون قد اختصرنا الطريق عليهم وأوصلناهم إلى منطقة السلام النفسي وأخذناهم عن عشب الحياة وأزهارها وأشجارها وأنهارها وحقولها وسهولها وهطولها وفصولها.
أن نعلم أبناءنا الحب نكون قد هزمنا الكراهية وقطعنا دابر الحقد وفتحنا النوافذ والأبواب لهواء نقي لا فيه غبار ولا فيه سعار ولا فيه دخان ولا فيه أحزان ولا فيه أشجان.. أن نعلم أبناءنا الحب نكون قد زرعنا أرض الوطن بالتين والزيتون وأثثنا منازلنا بمخمل السعادة والفرح ووضعنا على أغصان الشجر طيوراً بيضاء وزهوراً يانعة ألوانها كألوان السماء وعطرها من بخور الصالحين والأولياء.. أن نعلم أبناءنا الحب نكون قد فتحنا الحياة فتحاً مبيناً وزرعناها رياحيناً وياسميناً، فرشناها من أجنحة الطير ولوناها فصاحة وتبياناً.
أن نعلم أبناءنا الحب، نكون قد ألبسناهم السندس والاستبرق وفتحنا عيونهم إلى أوسع الآفاق والحدق وسرنا بهم نحو غايات هي أجمل ما في الأفق.. أن نعلم أبناءنا الحب، نكون قد زخرفنا عقولهم بالأمل وزينا قلوبهم بأجنحة الفراشات في السهل، نكون قد أطعمناهم الشهد والعسل.. أن نعلم أبناءنا الحب فهذا هو طريق الحياة، ها هو الصون والنجاة، هذا هو الحق والحقيقة.. الصحوة من السبات.
أن نعلم أبناءنا الحب، هو مفتاح الدخول إلى جنات الفرح والخروج من جحيم القُرح.. أن نعلم أبناءنا الحب هو الازدهار الحقيقي وعمار القلوب والدروب وانتهاء كل ما نشهده من حروب وشحوب، أن نعلم أبناءنا الحب مسألة تحتاج إلى تدريب وتهذيب وتشذيب وتغليب العقل على اللاعقل، والانتصار إلى الحق دون الباطل والاعتراف جملة وتفصيلاً بأن الحياة من دون حب مثل شجرة بلا أوراق مثل واد بلا ماء، مثل سماء بلا نجوم، مثل بحر بلا أسماك، مثل غابة لا تسكنها إلا الضواري والوحش.. أن نعلم أبناءنا الحب علينا أن نؤمن أولاً أن الحب قبل اللعب وأن الحب قبل الأكل والشرب، وأن الحب مسألة لا تقبل المساومة أو احتساب الريح أو الخسارة.. أن نعلم أبناءنا الحب هي قضية وجود ومن لا يجود بالحب كأنه يسكب ماء البحر على زرع وضرع.