علي أبو الريش
عبدالله بالخير الفنان الذي امتلك ناصية الفن وتمتع بأخلاق الإنسان الإماراتي الذي أينما حلّ وارتحل «يبيض الوجه».. في برنامج «رامز واكل الجو» توقعت أن يكون رد فعل بالخير عنيفاً، ومتوتراً، ولكن هذا الفنان صاحب اللسان النظيف، والحس الرصيف، والشعور اللطيف، والدم الخفيف، استطاع أن يتجاوز الموقف المرعب، والذي هز وجدان كل من وقعوا تحت وطأة «رامز» بأسلوبه الدمث، ودعابته الأنيقة وابتسامته الرشيقة، وضحكته ذات النغم الفريد.. عبدالله بالخير في هذا المشهد أثبت أنه الإنسان الذي يستحق أن يتقلد لقب الفنان ويستحق أن نصفق له لأنه بهذا الموقف، نقل إلى المشاهد صفاء الصحراء ونقاء السماء، وزرقة البحر، ورفرفة الزعانف الفرحة، ووشوشة الموجة البيضاء عند سواحل الأمل.
عبدالله بالخير، أبدع في التعاطي مع الموقف الحرج، كما هي عادته في إبداعه الفني، وكما هي سيرته في العلاقة مع الآخر، بكل شفافية وعفوية وأريحية من دون رتوش أو نقوش، أو خدوش فهو يقابل الكلمة بنكتة، ويواجه الموقف بابتسامة تبلل ريق الجلسات التي تجمعه مع أقرانه وأصدقائه، وزملاء المهنة.. شاهدت بالخير في أكثر من مقابلة، ولم أر على وجه الرجل تقطيبة، ولم أسمع كلمة نابية، بل إنه كان دائماً يطري على البعيد والقريب من دون أن يجرح مشاعر أحد أو يمس سمعة شخص يأتي بالحديث عنه، وهذا ما يجعله فناناً تليق به هذه الصفة لأن من الفن يعني الانتماء دوماً إلى الفرادة في العلاقة مع الكون والكائنات، الفن هو صفة الأشياء المترعة بالإبداع، وبالخير من أولئك الذين صنعوا من الفن نجمة تترقرق في سماوات وجداننا.