علي أبو الريش
لم يتفوه صالح بكلمة حوار ولا من يتباكون اليوم على السلام بالمنطقة، إلا عندما رأوا شمس الحقيقة تشرق من أرض الجزيرة العربية، وعندما أشهر النبلاء صوت الحق دفاعاً عن الشرعية، وعن سلام يجب أن يؤم بلاد بلقيس وأرض حمير ومعين وسبأ.
القوى الإقليمية التي كانت تقف وراء الانشقاق وتدعم بالسلاح والمال تجدها اليوم تضرب الصدور بسلاسل الحزن والأسى على ضياع مشروع إمبراطوري وهمي، وتطالب بوقف القتال.. هذه القوى يصدق عليها المثل القائل: «ما يخضعون إلا بالعين الحمرا»؛ لذلك نقول: إن «العالم أجمع لا يستمع إلا لطرقات الأخف الثقيلة» وإن وهن العرب، وشتات رؤاهم السياسية الطريق الوحيد الذي سهل للآخرين الطامعين على القفز على المراحل وتوسيع حدقات أوهامهم التاريخية، وبالفعل استطاعت تلك القوى أن تنهش من الجسد العربي المساحات الواسعة، والآن عندما شمر الرجال الأوفياء عن سواعدهم وأعدوا العدة لإعادة الأمور إلى نصابها ارتجف المدعون وارتعدت فرائصهم وصاروا يرتعدون؛ لأنهم شعروا بأن الأمور أصبحت جدية ولا مجال لزرع الآمال الهشة، فالعرب إذا اجتمعت كلمتهم وتوحدت إرادتهم ووقفوا كتفاً بكتف ضد العدوان، وتخلوا عن النظرة الضيقة يستطيعون أن يرهبوا أعداء الله وأعداءهم، يستطيعون أن يهزموا الأوهام بالحقائق على الأرض، وهذا هو المثال، فرجال الإمارات والسعودية ومعهم شرفاء العالم يلاحقون فلول المرتزقة، ويقدمون درساً تاريخياً رائعاً في التوحد وقوة الإرادة؛ لذا فنجد من تكلموا كثيراً ومن أرغوا وثغوا ينكفئون في جحورهم ولا نرى إلا أصابعهم المرتجفة وشفاههم الناشفة، ولا حول لهم ولا قوة غير العويل والزعيق؛ لأنهم فهموا أن عاصفة الحزم هي «لم» الجزم التي لن تترك اليمن يضيع في شراك الحاقدين والطائفيين.. اليمن لأهله صرحاً ولأهل الخليج العربي درعاً.