علي أبو الريش
«فارس» ملحمة إبداعية إماراتية تخرج من بيت القصيد من نهر العطاء الإنساني لترسم صورة لعشب كوني ينمو على تربة الآمال العريضة والأحلام الزاهية كأنها النجوم في سماء صافية..
فالشعر النابت في القلب يزهر أشجاراً وارفة الظلال في المكان والزمان في الوجدان والأشجان في عروق الشجر وعند موجة البحر عند سواحل النفس البشرية يوشوش بحرقة الوعي الوجودي..
عندما يتم اختيار قصائد لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، إنما هو انحياز للإلهام والتفاتة نحو زرقة البحر وحرفة الشعر ويقظة الوعي المتدفق نهاراً بخيوط الشمس، وليلاً بشعاع الأقمار اليافعة.. فارس اللحن والفن والشجن والزمن المتوالي عطاء ونماء وصفاء وسناء وإبداعاً واتساعاً في أفق الانتماء إلى الإنسان وأمنا الأرض..
فارس الدفقة المتألقة رشاقة ولياقة ولباقة وأناقة، وهي الشوق المتدحرج في ثنايا الروح، المطوق لعنق الحقيقة، حقيقة أن الكون قصيدة وأن السماء بيت الإبداع وأن النجوم قواف لملحمة أسطورية تعانق شغاف الكلمة «اقرأ».
ونقرأ شعراً نستلهم منه وجودنا وإحساسنا وسعينا ووعينا وأمنياتنا بأن تكبر الشجرة وتتفرع أغصانها، وتصير غابة يكسوها العشب بحب وتمتلئ الوديان من رضاب السماء وتزخر الصحراء بحقول أعشابها جدائل وأزهارها وجنات نساء عاشقات للأرض والسماء، والفصول أبيات ترعى مشاعرنا وتهفهف على قلوبنا ساعات اللظى والوزن الشعري أجنحة طير تدوزن التحليق وتبحث عن بياض الموجة.
فارس، ملحمة الشعر، وكلمة الإمارات إلى العالم، إلى كل العشاق عند مدارات الخارطة، وتضاريس الجغرافيا، فارس رحابة الخصب وصخب الأحلام الجاثية عند شواطئ العيون، خلف الجفون والرموش مراوح تنقي الهوى من الهواء
وتمضي الروح منسجمة مع الذات، مع الآخر، مع النظريات وفلسفات من عرفوا أن معرفة النفس أولاً خطوة مباركة للانتصار على غير الشعر.. الشعر وحده، الناموس والقاموس، والقِبلة والقُبلة، والفضيلة والوسيلة، هو الفكر والسهر، هو النخلة يهز أعطافها من خبر سر الإخفاق، وسرد حكاية البدء والنهاية.. الشعر جواد محمد بن راشد وهو ميدانه وميزانه.. الشعر ما يتوج به سموه عنق الحقيقة لتحقيق حقه في الامتياز دوماً.