علي أبو الريش
أحد بواسلنا قالها بالفم المملوء «نحن عصاك إللي ما تعصاك» لصاحب اليد البيضاء، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ما جعل الكلمات تمشي في فضاء القلب كالفراشات تلون الوجدان بالحب والمعاني الجليلة، وهذا هو عهدنا بأبناء الإمارات، عيال زايد، طيب الله ثراه، هؤلاء الذين تربوا على الوفاء للقيادة، والتضحية من أجل الوطن، ودرء الأخطار عن الصديق والشقيق.. كلمات وقعت في القلب موقع الندى على وريقات التوت، فشعت ضياء وصفاء ونقاء وبهاء، وأكدت أن الوطن ثري بأبنائه، عفي بصحة مشاعرهم، عفوي بعافية الذين ينسجون خيوط الحرير في قماشة الوطن، ويقدمون أرواحهم رخيصة من أجل تراب الإمارات، هم هؤلاء عشاقها المدنفون، يذودون عنها ويصدون كل باغٍ ومغرض وكل ذي مرض وغرض، يحمونها من الحقد والحسد، ومن شر بغيض ونكد لأنها الإمارات، الأرض التي أنجبت الأفذاذ، وتربى على ترابها أصحاب السجايا الطيبة والنوايا الخيرة والقلوب التي تتدفق دماؤها حباً ووجداً للإنسانية جمعاء.. بواسلنا الذين زارهم محمد بن زايد كانوا على يقين من أن الحب الذي ينتمون إليه هو من نبع هذا القائد الذي يقدم الابتسامة على الكلمة، فتبدو الكلمات باقات من زهر تعطر حله وترحاله.
كانت بهجة القلب تتسع دوائرها ونحن نتابع ذلك اللقاء الأبوي، فتدمع العيون فرحاً، وتخشع القلوب سعادة، لأننا أمام مشهد إنساني قل مثيله في عالمنا اليوم، هذا المشهد الذي يعبر عن نسق إماراتي فريد في العلاقات الأبوية، وعن مثال للأسرة التي تأتلف على الحب دوماً، وتجتمع على الود دائماً، وتتساقى الجذور من نهر خالد واحد، هو ذلك الحب الذي زرعه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أسكنه الله فسيح جناته، ومنه تتسامق الأشجار وترتفع هاماتها حباً في الحياة وعشقاً لهذا الوطن وقيادته الرشيدة التي أعطت وأجزلت في العطاء، وضحت فملكت القلوب، وسهرت وطوقت الأرواح بقلائد السعادة، وذهبت بالقافلة نحو غايات السرور والمجد المجيد.
نقول شكراً لبواسلنا، فأنتم العنق والحدق، أنتم الحب والهوى، أنتم الدرع والردع، أنتم الأمل والمقل، أنتم هامتنا وشامتنا وقامتنا وسحابتنا الممطرة، أنتم شهادة التاريخ المسطرة، أنتم منازل البوح في الليالي الكدرة، أنتم سامتنا عند وجه النجوم الساهرة.. حماكم الله.