«التطرف» سمة الكارهين

«التطرف» سمة الكارهين

«التطرف» سمة الكارهين

 صوت الإمارات -

«التطرف» سمة الكارهين

علي أبو الريش

الحديث عن التطرف، أصبح من علامات بارزة لمن غيَّب الأبيض لحساب الأسود، إثر انكسارات في الفكر، وانحسار في الوعي التنويري، وبات من الصعب جداً أن يضع الإنسان إصبعه على مكان الجرح، لأن المنطقة العربية، أرض الرسالات والأديان السماوية، غارقة في تشابكات الأحداث، ولا أحد يستطيع أن يقول، إنه يملك العصا السحرية للحل، طالما ابتعدنا كثيراً عن المنابع الأساسية للإرهاب، وطالما عجزنا عن توجيه الضربة القاصمة للشجرة التي تثمر هذه الحبوب المنومة للعقل والضمير.. يجب أن نتحدث بصدق، بأن المنبع الأساسي للتطرف هو غياب الحس الوطني لدى الأفراد، وبروز نتوءات في الفكر، أهمها هذا البعد الجهنمي الذي يقال عنه، الدولة الكونية التي تحكم بعقيدة وهمية ليس لها علاقة لا من قريب أو بعيد بالدين الحقيقي.. فالدين الذي يرفض السيادة الوطنية هو دين هلامي، وهمي، فضفاضي، خال من المضمون، وبعيداً جداً عن المطلب الإنساني والعقائدي.. فالدين الذي لا تحكمه دولة ولا تلزمه قوانين ولا تضبطه أسس، فهو دين الغوغاء والدهماء، هو دين من لا دين له، وهذا ما نشهده اليوم في الساحة العربية فالذين يدمرون المساجد على رؤوس المصلين، والذين يهربون الآثار التاريخية ويبيعونها بأبخس الأثمان، الذين يستولون على الموارد الوطنية لأجل قتل الأبرياء، هؤلاء ليسوا سوى جحافل شر، حيّدوا الضمير وألزموه في قيود الإقصاء، وساروا في المدن والعراء، ليشيعوا الدمار والفساد وينشروا الحقد والبغضاء، هؤلاء ألبسوا الدين معاطف سوداء، وخبأوا تحتها مآرب أخرى.. هؤلاء جيَّروا آيات قرآنية بعد أن سلخوها من معانيها السامية، لتنفيذ خطط خفية، الهدف منها شرذمة الأوطان، وبعثرة مشاعر الإنسان، وتهشيم كل ما يمت بصلة للدين الحنيف.

لهذا فإن الدور الحقيقي يقع على كل مثقف وكل مسؤول، بما يمتلكانه من أدوات فكرية على أساس يتم نشر الوعي، لدى الصغار أولاً، والدخول في المجتمع المدرسي والرياضي، وكل مكان يؤمه الصغار والاقتراب منهم وحشد جل طاقاتهم في فهم الدين وما يطرحه من حب وتسامح، وتضحية من أجل الوطن ومنجزاته ومعطياته التاريخية.. طلاب المدارس يجب أن يكونوا الهدف المنشود لإنقاذ الأوطان من الجهلة والمتسولين والمتوسلين والمتسللين.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«التطرف» سمة الكارهين «التطرف» سمة الكارهين



GMT 21:44 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

دولار ترمب

GMT 21:43 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 21:43 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

هزيمة "حماس" لا تعني تجاوز الشعب الفلسطيني

GMT 21:42 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

وعد ترمب ووعيده من المناخ للصحة

GMT 21:42 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

الواقعية والغرابة في مأساة غزة

GMT 21:41 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

تنصيب ترمب وعوالم التفوّق التكنولوجي

GMT 21:40 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أميركا... واستحقاقات العهد الذهبي

GMT 21:40 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ترامب ومصير العالم

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates