فجر التطرّفات في لبنان

فجر التطرّفات في لبنان

فجر التطرّفات في لبنان

 صوت الإمارات -

فجر التطرّفات في لبنان

بقلم : فهد سليمان الشقيران

 

يعتقد معظم اللبنانيين أن الدولة قد انهارت، بل الصين حتى كتابة هذه المقالة تحذّر رعاياها من السفر إلى لبنان، منضويةً مع دول غربية وعربية منعت أو حذّرت من السفر إلى لبنان، وهذه الدول لديها مؤشرات الخطر الحقيقي، والانفجار المقبل، كل ذلك يحدث من دون جهد مؤسّسي حكومي لبناني حثيث يمنع الانزلاق.

لطالما أكدتُ أن التحدي الرئيسي في المنقطة يتعلق بـ«مفهوم الدولة»، ذلك أن أي انهيار لها يصحبه زلزال في شبكة العلاقات بين أفراد المجتمع، وبين المجتمع كله والقانون، وانعدام إمكان التعويل على إبرام أي تعاقدٍ مدني مُزمَع بين أي فردٍ وآخر، وبين أي مؤسسةٍ وأخرى، لتكون الحال الطبيعية الأولى حالة ما قبل المجتمع، بكل وحشيّتها وحيوانيّتها وغابيّتها، هي الشِّرعة والحَكَم، ويُعيدنا هذا إلى ربط هيغل في «مبادئ فلسفة الحق»؛ إذ يرى أن «المجتمع المدني هو دولة الضرورة والفهم، فهو يتطابق مع لحظة الذاتية، في مُجمَل فلسفة الحق، وفيه يعتقد الأفراد أنهم يحقّقون حرياتهم الفردية والذاتية.

إن الدولة الحقيقية التي أعضاؤها مواطنون واعون بأن إدارة وحدة الكل ترتفع فوق المجتمع المدني، ما دام أن الدولة هي واقع الإرادة الجوهرية، واقع تتلقّاه في وعيها لذاتها الذي أصبح كلياً، إنها العقل في ذاته ولذاته، وهذه الوحدة الجوهرية هي غاية خاصة ومطلقة وثابتة، تحصل الحرية منها على قيمتها العليا».

قبل أيام أصدر مركز «المسبار للدراسات والبحوث» كتاباً بعنوان «فجر التطرّفات في لبنان: فصائل إيران وطلائع طُوفان حماس»، رصد التطرف في لبنان خلال العشرية الأخيرة، فيرصد التحوُّر الجديد لدى «الجماعة الإسلامية» في لبنان وجناحها العسكري «قوات الفجر»، الذي باشر العمل المسلّح تحت مظلّة «حماس»، إثر عملية السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وحربها مع إسرائيل. وهو كتاب حفيّ مهم، ومما لفتني ما عرضه الباحث عبد اللطيف محسن حول مؤشرات التطرف لدى الجماعة (قوات الفجر)، وعلاقتها بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، منذ بداياتها حتى الوقت الراهن، ما يؤكد -كما يقول- الروابط القوية بينهما، ومحاولة إعادة تنسيق هذه العلاقة في أُطُر جديدة، كما حدث في ملتقى العدالة والديمقراطية، الذي ضمّ قوى وأحزاباً إخوانية من دول عدة حول العالم.

أما الباحث المصري ماهر فرغلي فقدّم للعلاقات بين الجماعة و«الإخوان المسلمين» في مصر منذ خمسينات القرن المنصرم، مُبرزاً التأثير الأيديولوجي لإخوان مصر في الجماعة، ودور قياداتها في التنظيم الدولي، والعلاقة بينهما بعد أحداث 2011.

وعلى الضفة الأخرى تطرّق الباحث رامز طنبور إلى علاقة «الجماعة الإسلامية» بمنظمة «حماس»، علماً بأن هذه العلاقة قويت بعد انتخاب الأمين العام الجديد للجماعة سنة 2022، ما أدّى إلى تنامي نفوذ «حماس» داخل هياكل «الجماعة الإسلامية» ومنسوبيها، بطرق تأثير مادية ومعنوية.

وإذا كانت إيران الخمينية راعية «حزب الله» في لبنان، بوصفه حركة إسلاموية شيعية مسلّحة، فإن العلاقة بين الجماعة وإيران قائمة منذ فترة طويلة، على الرغم من الحساسية السياسية التي يُظهرها إخوان لبنان حيالها.

الكتاب تناول في دراسات ثمينة خطر هذا الارتداد والانفجار على مفهوم الدولة من جهة، وعلى أسس الدول المحيطة من جهةٍ أخرى.

الخلاصة، أن مجتمع الدولة الفاشلة أفراده دوماً كلَّ لحظةٍ في حالة حربٍ مستمرة، حتى لو لم يملك بعضهم السلاح، هناك شراهة للاقتسام، أنياب ومخالب مجهَّزة للانقضاض، أحقاد مرعيّة تُحرَس من قِبل الدُّوَيلة الصغيرة ضد الدُّوَيلة الصغيرة الأخرى، ومهما كان حال المجتمع ثقافياً، أو مستوى تطوّره وإرثه المدني تاريخياً، فإن إمكان الحرب واحتمال القتل هو الأساس ساعة أفول الدولة، حدث هذا في حروبٍ أهليّة أوروبية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فجر التطرّفات في لبنان فجر التطرّفات في لبنان



GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 01:37 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس والحظ التّعِسْ

النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

القاهرة - صوت الإمارات
ننتظر إطلالات النجمات الأسبوعية للإستلهام منهن أجدد صيحات الموضة الرائجة، خاصة في المناسبات. فالنجمات تحبذن اختيار اجدد التصاميم الرائجة من أشهر العلامات التجارية والمصممين العرب والعالميين. وفي جولتنا لهذا الأسبوع، رصدنا لكم العديد من الإطلالات التي لفتتنا، بين النقشة البرية التي راجت جدا لهذا الموسم الى جانب الفساتين المرصعة بحبات الترتر اللامعة، فدعونا نلقي نظرة على إطلالاتهن لتستلهموا منهن. إطلالة الفنانة وعد بفستان سهرة مطبع بالورود النجمة السعودية وعد أبهرتنا بأحدث اطلالاتها في حفل غنائي لها خلال إحيائها حفلة لأحد الأعراس، مرتدية فستاناً أنيقاً وفخماً مرصعاً بحبات الترتر اللامعة. تألف الفستان من قطعتين، القطعة الأولى جاءت على شكل تصميم حورية البحر مع الفتحة العميقة عند الصدر المغطاة بقطعة قماش من الشيفون، وال...المزيد

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

طيران الإمارات تتوج بلقب أفضل ناقلة جوية في العالم
 صوت الإمارات - طيران الإمارات تتوج بلقب أفضل ناقلة جوية في العالم

GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس الإمارات محمد بن زايد يصل إلى موسكو في زيارة رسمية
 صوت الإمارات - رئيس الإمارات محمد بن زايد يصل إلى موسكو في زيارة رسمية

GMT 15:44 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"لانكوم" تُعلن عن عطر جديد للنساء في عام 2017

GMT 17:16 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

"لا تنس الهدهد" رواية جديدة لفؤاد حجازي

GMT 21:26 2014 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نجمة المغربية تقدم تشكيلة من الفساتين لعشاق الموضة

GMT 20:13 2013 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جامعة الإمارات تستقبل دفعة جديدة من طلبة الدكتوراه

GMT 06:43 2013 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

معرض المشاريع الكبرى في جدة يشارك في عكاظ 7

GMT 01:12 2016 الأحد ,06 آذار/ مارس

منزل ساحر يجمع بين الأصالة والإبتكار

GMT 22:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

كأس آسيا " المنتخب السعودي الأولمبي يلتقي ماليزيا الثلاثاء"

GMT 19:59 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

عاصمة كوريا الجنوبية تنفي فضيحة محطات الطاقة الإماراتية

GMT 18:51 2013 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

"القصبة" موقع إلكتروني جديد للحكومة التُّونسيَّة

GMT 11:10 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

الجراد يدمر شجر المانجروف في محمية رأس محمد

GMT 22:36 2012 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

"الوهج" رواية جديدة لـ أماني خليل عن "روافد"

GMT 10:38 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

Chance من "شانيل" عطر خريفي بامتياز لإظهار أنوثتك

GMT 09:11 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

جزيرة "بربجاني" تحتوي على شاطئ سحري صغير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates