الحديث عن لعنة الفراعنة
آخر تحديث 17:16:18 بتوقيت أبوظبي
الخميس 24 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الحديث عن لعنة الفراعنة

الحديث عن لعنة الفراعنة

 صوت الإمارات -

الحديث عن لعنة الفراعنة

بقلم: دكتور زاهي حواس

 

من الطبيعى، بل ومن المقبول لأى شخص يعمل فى مجال مثل الآثار ويقوم بالعمل فى الحفائر وفى مواقع الآثار، سواء الواقعة فى الصحراء أو فى الأراضى الزراعية، أن تقع له الحوادث، خاصة لو امتدت سنوات عمله لعشرات السنين. إلا أن الغريب فى الأمر أن العمل فى الآثار وحوادثه دائمًا ما يفسره البعض بأنه نتيجة لعنة الفراعنة. وهذا عكس أى مهنة أخرى، والتى يتقبل فيها الناس وقوع الحوادث دون أن يرجعوها إلى أى لعنة من أى نوع؟!، ليس هذا فقط، بل إن بعض الحوادث التى وقعت لأناس بعيدًا عن المواقع الأثرية أعادها البعض، ممن عندهم هوس بالآثار الفرعونية، إلى لعنة الفراعنة، ليس لسبب سوى ارتباط هؤلاء بشكل أو بآخر بالآثار. مثال لذلك اغتيال السير لى ستاك فى مصر فى نوفمبر ١٩٢٤؛ والذى تم اغتياله فى قلب القاهرة بعد خروجه من مبنى وزارة الحربية، متوجهًا إلى منزله فى الزمالك. وقد أعاد البعض حادثة الاغتيال إلى لعنة الفرعون الذهبى توت عنخ آمون، وذلك لأن السيرلى ستاك، الحاكم البريطانى فى السودان، وسردار الجيش المصرى، توقف فى طريق عودته من السودان إلى القاهرة فى الأقصر لكى يزور مقبرة توت عنخ آمون، والتى كان المكتشف البريطانى هيوارد كارتر قد كشف عنها حديثًا فى ٤ نوفمبر ١٩٢٢. وغير ذلك الكثير من الأمثلة: فعندما توفى لورد كارنارفون فى أحد فنادق القاهرة فى شهر إبريل من عام ١٩٢٣، لم يكن السبب هو حدوث تسمم فى الدم ناتج عن جرح فى الوجه بموسى الحلاقة تعرض إلى التلوث؟ أو أى شىء سوى أنها لعنة الفراعنة. والسبب معروف طبعًا، وهو أن لورد كارنارفون هو ممول حفائر كارتر للكشف عن المقبرة.
وهكذا يفضل البعض إسناد كل حوادث الآثار إلى ما يسمى لعنة الفراعنة. وأنا شخصيًا لست من هؤلاء الذين يؤمنون بوجود ما يسمى لعنة الفراعنة، وسنشرح ذلك بالتفصيل فيما بعد. لقد كان من إحدى وسائل المصريين القدماء لحماية مقابرهم وكنوزهم هى استخدام الطلاسم السحرية ووضع نصوص لعنة إما بالمداد الأحمر على أوراق البردى أو الفخار أو غيرها من المواد، ويتم دفنها فى أركان المكان المراد حمايته بطريقة سحرية، أو كتابة نص لعنة على واجهة الأثر؛ يحذر فيه المصرى القديم، سواء كان رجلًا أو سيدة، كل من يحاول الاعتداء على المقبرة بأن اللعنة ستصيبه وبأشكال عديدة، منها أن الأسود أو السباع ستلتهم لحمه، والثعابين ستبث سمها فى دمه، وسيحطم فرس النهر عظامه، وغيرها من أساليب التهديد والوعيد.

وفى نفس الوقت كان المصريون القدماء يطلبون من كل من يمر بمقابرهم قراءة صيغة تقديم القربان الشهيرة، والتى تعرف باسم «حتب دى نسو»، ترحمًا على المتوفى وذكر اسمه وطلب الآلهة أن ترعاه وتمنحهم الأبدية وهى مثلما نفعل حاليًا بطلب قراءة الفاتحة على روح الموتى.

لقد اعترف القرآن الكريم للكهنة فى مصر القديمة بمهارتهم فى السحر. بل ووصف هذا السحر بأنه عظيم ونحن لا نعلم هل كانت تلك النصوص السحرية والطلاسم ونصوص اللعنة تعمل بشكل دقيق أم لا؟!، لكن ما نعلمه هو أن مقابر وكنوز الفراعنة كانت دائمًا مطمعًا لـ«لصوص المقابر». وكانت تمثل بالنسبة لهم قديمًا وحديثًا طريقًا سريعًا لتحقيق الثراء.

لقد تعرضت طوال سنوات عملى فى الآثار، والتى قاربت على النصف قرن من العمل فى المواقع الأثرية وفى الحفائر، للعديد من الحوادث الغريبة. وفى كل مرة كان من حولى يلصقها بلعنة الفراعنة، فأذكر أننى فى يوم من الأيام كنت أحاول النزول إلى بئر عميقة فى تابوزيرس ماجنا غرب الإسكندرية عن طريق استعمال ونش يقوم بإنزالى إلى داخل البئر، ثم إخراجى منها مرة أخرى. بدأت فى النزول إلى داخل البئر وفجأة وأنا فى منتصف الطريق تعطل الونش دون معرفة السبب!، وظللت معلقًا بين السماء والأرض لعدة ساعات كادت أن تودى بحياتى اختناقًا داخل هذه البئر. وفى نفس المكان أى فى معبد تابوزيريس ماجنا وأنا أبحث عن سر مقبرة الملكة البطلمية الشهيرة كليوباترا السابعة وبدون سابق إنذار وقع على رأسى حجر ضخم أدى إلى حدوث ثقب فى العين تطلب علاجه إجراء عمليتين جراحيتين فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالطبع كان السبب بالنسبة للناس هو لعنة الفراعنة التى تكررت حوادثها فى كل مكان أذهب إليه، سواء للعمل أو للدراسة، فأذكر ونحن فى وادى الملوك بالبر الغربى للأقصر وبدون أى مقدمات، وكنت وقتها أجرى حديثًا تليفزيونيًا مع التليفزيون اليابانى هطلت سيول لم تشهدها الأقصر من قبل!، ووجدت طاقم التليفزيون اليابانى يفر بأدواته ومعداته وهم يصرخون لعنة الفراعنة.. لعنة الفراعنة. ومرة أخرى وأنا بوادى الملوك وبجوار مقبرة الفرعون الذهبى توت عنخ آمون أقوم بإخراج موميائه من المقبرة عن طريق فريق علمى طبى لكى يتم إجراء أول كشف بالأشعة المقطعية على مومياء توت عنخ آمون، وفى قلب وادى الملوك دون الحاجة إلى نقل المومياء بعيدًا عن المقبرة، وبمجرد أن استعد الفريق العلمى لإجراء الكشف المقطعى على المومياء، فإذا بالجهاز الحديث يتعطل وبدون سبب معروف، وكلما تمت إعادته للعمل ومجرد الاستعداد لإدخال المومياء إلى الجهاز يتوقف!، استمر الوضع هكذا قرابة الساعة حتى بدأ الجميع يشعر بالتوتر، وبأن هناك شيئًا ما ليس له تفسير علمى؟.

ومن أحدث حوادث لعنة الفراعنة كان من المفروض أن أسافر إلى طوكيو، وذلك خلال شهر فبراير الماضى لكى أحضر المؤتمر الصحفى العالمى للإعلان عن قدوم معرض الملك رمسيس الثانى العظيم، ملك ملوك الفراعنة، إلى طوكيو، وافتتاح معرضه الذى تم فى ٨ مارس الماضى. وقد قررت السفر بالجواز الدبلوماسى الذى أحمله، والسبب هو أنه كان من المخطط السفر من طوكيو إلى شنغهاى لإلقاء محاضرة هناك. ومعروف أن دخول الصين بالجواز الدبلوماسى لا يتطلب وجود فيزة دخول على الجواز، وقد أرسلت جواز السفر العادى إلى سفارة اليابان، وحصلت بالفعل على فيزة لدخول اليابان، وذلك على جواز السفر العادى والجوازان متشابهان للغاية، ولا يمكن التفريق بينهما. وكان المفروض أن أقوم بالسفر بهما معًا. كان السفر إلى طوكيو على خطوط الطيران القطرية وحملت حقائبى إلى المطار، وكان مسافرًا معى الدكتور محمد إسماعيل والصديق العزيز مصطفى الدوينى. وبمجرد وصولى إلى مطار القاهرة سلمت جواز السفر الذى أحمله إلى المسؤول عن إنهاء إجراءات السفر، والذى فوجئ قبل إقلاع الرحلة بساعة بأننى سلمته جواز السفر الدبلوماسى الذى لا يوجد به أى تأشيرة دخول إلى اليابان، حيث اكتشفت بأننى نسيت جواز السفر الآخر فى المنزل، وهو الذى يحمل تأشيرة الدخول إلى اليابان. كانت الساعة المتبقية على إقلاع الرحلة غير كافية لإحضار جواز السفر من المنزل بالشيخ زايد، وكان لابد من إلغاء الرحلة والسفر فى اليوم التالى على خطوط مصر للطيران، وكانت الرحلة مباشرة من القاهرة إلى طوكيو، ورغم طول الرحلة إلا أن الطائرة الحديثة والمريحة وكذلك طاقم الضيافة جعلت جميع المسافرين يشيدون بها ونأمل زيادة عدد الرحلات إلى اليابان.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحديث عن لعنة الفراعنة الحديث عن لعنة الفراعنة



GMT 01:54 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

الدعم والدهس

GMT 01:53 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

رمضان «نمبر ون» والفن «نمبر كم»؟

GMT 01:53 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وعود القادة في التنفيذ

GMT 01:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس... رحيل صديق للعرب والمسلمين

GMT 01:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

الحرب اللبنانية ــ الإسرائيلية عائدة... إلا إذا

GMT 01:50 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عيد شم النسيم!

GMT 01:49 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

الفراعنة يحترمون التاريخ

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ صوت الإمارات
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 19:24 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 07:14 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

طريقة تعطير شعرك والحفاظ على رائحة منعشة طوال اليوم

GMT 13:49 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"ولي عهد أم القيوين يزيح الستار عن لوحة "الخمس نجوم

GMT 08:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

تألق النجوم والنجمات في حفلة انطلاق مهرجان دبي السينمائي

GMT 07:03 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فتاة القطار

GMT 03:01 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

الوصل يصل إلى العراق لمواجهة الزوراء

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

الخليجيون يرفعون عدد السياح في لبنان إلى 2 مليون خلال 2018

GMT 01:04 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

"مبوندو" تؤكد أن 70 % من حجم التجارة تقوم بها النساء

GMT 09:45 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفنتوس ومانشستر يونايتد يتأهلان رسميا إلى دور الـ16

GMT 09:08 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شرطة أبوظبي تؤكد دور المعلم الريادي في تعليم الأجيال

GMT 14:01 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

تعرف على أشياء لا يستغنى عنها الرجل الأنيق

GMT 19:39 2015 الجمعة ,09 كانون الثاني / يناير

"إم بي سي مصر" تعرض برنامج "روبابيكيا" الجديد

GMT 23:44 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب "الثقافة والحرية" للدكتور جابر عصفور

GMT 19:24 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

قيلولة بعد الظهيرة تعزز قدرات الطفل التعليمية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates