«أبو الهول» شاهد على الزواج

«أبو الهول» شاهد على الزواج

«أبو الهول» شاهد على الزواج

 صوت الإمارات -

«أبو الهول» شاهد على الزواج

بقلم: دكتور زاهي حواس

اتصل بي صديقي الملياردير الأميركي آنكر جين، ليخبرني أنه سوف يتزوج قريباً، ويود أن يتم هذا الزواج في مكان غير تقليدي. وعرضت عليه أن يتزوج أمام «أبو الهول» ومن خلفه أهرامات الجيزة، لتكون أعظم آثار الفراعنة شاهدة على الزواج!

وكانت المشكلة أنه سوف يدعو أكثر من 150 شخصية مهمة، من رجال أعمال ومحافظين ووزراء سابقين، وهذا يحتاج إلى ضرورة إقناعهم بالحضور إلى مصر، وطمأنتهم بأنها بلد الأمن والأمان.

إن غالبية الناس في أميركا لا تعرف خريطة العالم، ولذلك عندما تحدث حروب في الشرق الأوسط يعتقدون أنها في مصر! وبالفعل تطوعتُ بالحديث إلى المدعوين، وإقناعهم بأن مصر آمنة. وكان آنكر قد زار مصر مع خطيبته للمرة الأولى في العام الماضي، وذهبا معي إلى الأقصر، وبعد هذه الرحلة ازدادا يقيناً بأن مصر هي أفضل مكان للزواج. وقبل بداية الرحلة، قام العريس وعروسه والمدعوون، وأنا معهم، برحلة «سفاري» في جنوب أفريقيا لمدة أربعة أيام، عدنا منها على متن طائرة خاصة من «مصر للطيران» إلى القاهرة، لتبدأ مراسم الزواج الأسطوري الذي تم في أكثر من مكان أثري وتاريخي في مصر.

أقيم الحفل الأول في قصر الأمير محمد علي بمنطقة المنيل، على الضفة الشرقية للنيل، في الجهة المقابلة لجامعة القاهرة. والقصر يعد أحد التحف المعمارية الرائعة التي تجمع كثيراً من مدارس الفن في العصور الإسلامية؛ حيث أسوار القصر على الطراز المغولي، بينما قاعة التتويج على الطراز العثماني. ويتكون القصر من كثير من المنشآت المعمارية المنفصلة بحديقة هي الأجمل على الإطلاق.

وفي اليوم التالي، استمرت مراسم الزواج بين أحضان الأهرامات و«أبو الهول»، وقد تم تقسيم المدعوين إلى ثلاث مجموعات، تدخل إلى حرم «أبو الهول» وتلتقط الصور التذكارية مع العريس وعروسه، ومن خلفهم أهرامات الجيزة. وفي المساء أقيم حفل عشاء داخل المتحف المصري الكبير، وأمام تمثال رمسيس الثاني العملاق.

وفي محاضرة قصيرة قبل العشاء، تحدثنا عن المتحف وما سوف يحويه من كنوز لا مثيل لها عند افتتاحه قريباً. وقدمت للعروسين هدية زواج عبارة عن مجلد ضخم كتبته عن الملك توت عنخ آمون.

وفي اليوم الثالث، وأمام «أبو الهول»، أُقيمت منصة وقف عليها العروسان لتتم مراسم الزواج، وينتقل الجميع إلى منطقة بانوراما الأهرامات؛ حيث أعدّت لهم خيمة كبيرة لحفل الزواج. وفي اليوم الأخير أقيمت مأدبة غداء داخل قصر جزيرة الذهب، ليكون زواجاً أسطورياً بحق.

ولكن ما أردت أن أقوله هنا: إننا قادرون على تسويق ما نمتلكه من كنوز لكي يدر دخلاً مادياً، من خلاله نستطيع الحفاظ على ما نمتلكه من تراث أثري.

ليس هناك ما يمنع من الترويج لمثل هذه المناسبات والاحتفالات، لجذب من يستطيعون الصرف وببذخ، فيُسعَدون هم وتستفيد آثارنا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أبو الهول» شاهد على الزواج «أبو الهول» شاهد على الزواج



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه

GMT 10:56 2021 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

إذاعيون يغالبون كورونا

GMT 12:44 2020 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

الريدز ومحمد صلاح في أجواء احتفالية بـ"عيد الميلاد"

GMT 07:32 2019 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

نيمار يقود باريس سان جيرمان ضد نانت في الدوري الفرنسي

GMT 00:59 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت تصرفات وأناقة الرجل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates