«فرحًا مع الفرحين» عيد قيامة مجيد
آخر تحديث 17:58:31 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 8 تموز / يوليو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

«فرحًا مع الفرحين»... عيد قيامة مجيد

«فرحًا مع الفرحين»... عيد قيامة مجيد

 صوت الإمارات -

«فرحًا مع الفرحين» عيد قيامة مجيد

بقلم : فاطمة ناعوت

 

البيتُ الذى تسكنه المودةُ والرحمةُ ويتحابُّ سكّانُه، لا تعرفُ جدرانُه الشقاقَ ولا التصدّع، ويعيشُ مقاومًا التحدياتِ والنوازلَ. كذلك الأوطان. مستحيلٌ أن يتقوّى وطنٌ ويصمد فى مواجهة العداءات الخارجية، فيما أبناؤه ليسوا على بساط التحاب والتواد واللطف فى التعامل. قوةُ أى دولة، ليست وحسب فى بسالة جيشها، بل كذلك فى تماسك شعبها ووقوفه صفًّا واحدًا لا شقاق فيه ولا صدوع. ولهذا فأنا فى غاية السعادة لأننا اليوم نعيش تلك اللحظة المشرقة التى طالما حلمتُ بها وكتبتُ عنها وناديتُ بها: أن نتحابَّ، نحن المصريين، ونتوادَّ رغم اختلاف عقائدنا، كما علّمتنا الأديانُ. كلما تعمّق المرءُ فى دينه، وذاق حلاوةَ إيمانه، احترمَ عقائدَ الآخرين لأنه يعرف أنهم، مثله، يتذوقون حلاوة إيمانهم. هكذا الحكاية ببساطة.

وللحقِّ كان للرئيس «عبدالفتاح السيسى» عظيمُ الفضل فى هذه اللحظة الطيبة التى نعيشها الآن، حين دخل الكاتدرائية لتهنئة مسيحيى مصر فى عيدهم فى بواكير ولايته. وصارت سُنّة طيبة لم تنقطع فى أى عام، وسوف تظلُّ هذه السنّة بإذن الله فى مقبل الأيام. حين يؤمن الحاكمُ ويقرُّ بأن «الوطن للجميع» ويقف على «مسافة متساوية» من أبناء الوطن، ففى ذلك رسالةٌ ناصعة يتعلمها الشعب فتخفُّ حدّة التوترات الطائفية تدريجيًّا حتى تختفى، ويصفو وجهُ الوطن. وهذا ما كان حتى وصلنا إلى اللحظة الجميلة الراهنة، حيث احتشدت وسائلُ الإعلام والصحف والمواقع الإخبارية بتغطيات إعلامية من جميع كنائس مصر لقداسات عيد القيامة المجيد، الذى احتفل به أصدقاؤنا المسيحيون بالأمس وأفطروا بعد صيام دام ٥٥ يومًا. وفى هذا حدثت طرائفُ جميلةٌ لا حصر لها، منها سائق ميكروباص أدار كاسيت سيارته ليذيع القداس، وعلى التابلوه الأمامى مصحفٌ وسجادةُ صلاة، فسألوه: «هو أنت مسيحى؟». فأجاب: «لا أنا مسلم، بس ممكن يكون حد من الركاب مسيحى، فلازم يعيش لحظة فرحه بالعيد!»، أرأيتم مستوى التحضر والرقى وسلامة الطوية؟! هذا رجل متحضر مهما كان مستوى تعليمه. فالتحضرُ هو السعة وعلو المدارك ونظافة القلب. ومن تعريفات الحضارة: «رقة التعامل مع الآخر». فتفرح إذا فرحوا، وتشاطرهم الأحزانَ إذا ألم بها مصابٌ. ومن آيات الإنجيل فى التآزر والتضام: «فرحًا مع الفرحين، وبكاءً مع الباكين». هكذا غدونا فى مجتمعنا المصرى والحمد لله. احتشدت صفحات المسلمين بالتهنئات لأشقائنا المسيحيين نبارك لهم ونفرح معهم. هل لم يعد نفرٌ ضعيف النفس من شوّاذ الآفاق الذين يجيدون تسميم الأرواح وجرح المشاعر؟!، نعم بالتأكيد مازالوا هناك يمارسون هوايتهم الأثيرة فى تعكير صفو مصر وتلبيد سمائها بغيوم الكراهية. لكنهم اليوم أخفتُ صوتًا لأن الشرفاء لهم بالمرصاد.

فى أعياد أشقائنا المسيحيين أمامك خياران لا ثالث لهما، إما أن تكون لطيفًا وراقيًا فتهنئهم وتتمنى لهم عيدًا سعيدًا، أو أن تصمتَ الصمت الجميل. أما البديل الثالث فمرفوع وغير موجود وغير كريم، وهو أن تحاول قتل فرحتهم بعيدهم، وتُسمعهم ما لا تحب أن تسمع، وهذا السلوك الرخيص لم يعد مقبولا ولا مسموحًا به فى مصرنا الراهنة. فمصرُ وطنٌ نُسج بخيوط المسلم والمسيحى، وارتوت أرضُها بدماء المسلم والمسيحى فى معارك البقاء والكرامة. فمثلما تجمعنا المحنُ والأحزان، كيف لا تجمعنا الأفراح والأعياد. فالعيد لا يكون عيدًا إلا حين يُضىء بيوتَ الجيران كما يُضىء بيتك.

تأملوا ماذا يفعل أشقاؤنا المسيحيون فى رمضان وعيدى الفطر والأضحى! تمتلئ صناديقُ رسائلنا بالتهنئات وتحتشد صفحاتهم بالمباركات. تلك الروح الطيبة، هى التى تبنى الأوطان وتصونها، وهى التى ينبغى أن نقابلها بوفاء مماثل: أن نحتفل بعيد القيامة مع إخوتنا كما يحتفلون معنا بأعيادنا، وأن نُرسل لهم الزهور والتهانى، وننشر الفرح فى شوارعنا وقلوبنا. المشاركة فى أعياد الآخرين ليست خيانةً لما نؤمن به، بل هى تجسيدٌ لما أمرنا به إيمانُنا من احترام الإنسان، وإكرام الجار، وصون المحبة، ورد التحية بأحسن منها.

المحبةُ لا تسقط أبدًا، بل تنجح دائمًا فى تشييد منازل الخير والسلام. فى وطنٍ مثل مصر، حيث رُفع أذانُ الفجر مع قداس العيد فى صباحات كثيرة من تاريخنا، وحيث ارتفع الهلالُ جوار الصليب على ضريح الشهيد، يصبح من الطبيعى أن نُعلى من قيمة المشاركة إيمانًا بأن الوطن لا يُبنى إلا بالمحبة والوحدة. ولهذا كان أول دروس القراءة ونحن صغار: «الاتحاد قوة».

عيد القيامة المجيد، فرصة لتجديد هذا العهد، وغرس بذرة أمل فى أرض مصر التى ما عرف ترابُها الطائفيةَ إلا حين خان البعضُ ترابها. فلنفرح معًا، ونحمل شموع الأعياد علّنا نضىء عتمة هذا العالم.

شكرًا للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى غرس «بذرة ميلاد المواطَنة» ليلة «عيد الميلاد» يوم ٦ يناير ٢٠١٥، فصارت شجرةً أورقتْ وأشرقت ثمارُها مع الأيام. عيد قيامة مجيد وسعيد يا مصر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«فرحًا مع الفرحين» عيد قيامة مجيد «فرحًا مع الفرحين» عيد قيامة مجيد



GMT 18:05 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

حرب بلا مراسلين

GMT 18:04 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

صفحات من التاريخ!

GMT 18:04 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ابن برَّاك وإبل لبنان!

GMT 18:03 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

هل ما انتهت إليه أفغانستان يتكرر في أوكرانيا؟

GMT 18:03 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

خطوة ترمب... والتداعيات على العالم

GMT 18:02 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

السلطة اللبنانية وتحدي الخيارات القاتلة!

GMT 18:01 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

إسرائيل «نسخة جديدة»

GMT 18:01 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

أمريكا والحرب

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 04:04 2025 الأربعاء ,14 أيار / مايو

تحوّل جذري في السعودية منذ عهد زيارة ترامب"

GMT 07:03 2014 الجمعة ,12 كانون الأول / ديسمبر

سامسونغ تختبر نسخة بمعالج مُحسّن من "نوت 4"

GMT 21:51 2020 الإثنين ,04 أيار / مايو

موديلات فساتين زفاف عروس 2020 بالقبة العالية

GMT 13:43 2016 الجمعة ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة نسرين طافش تنشر صورة لها مع يحيى الفخراني

GMT 12:41 2013 الخميس ,11 إبريل / نيسان

مخ الاطفال يتشكل داخل الرحم وعقب الولادة

GMT 04:03 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

مقتل مليون نحلة في حادث مروري في فرنسا

GMT 02:18 2022 الخميس ,07 تموز / يوليو

أفضل العطور النسائية لصيف 2022

GMT 00:21 2019 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

ملك الكاشف تكشف تفاصيل تحولها الجنسي من رجل إلى أنثى

GMT 03:41 2019 الثلاثاء ,16 تموز / يوليو

كيكة التفاح بالكراميل اللذيذة

GMT 21:03 2019 الثلاثاء ,09 تموز / يوليو

ديبالا يبلغ يوفنتوس بقراره النهائي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates