بقلم - محمد أمين
أخيرا أسفرت الولادة المتعسرة عن تشكيل وزارى كان مهددا حتى اللحظة الأخيرة بألا يكتمل.. فقد نام بعض المرشحين وزراء، وأصبح الصبح وهم خارج الوزارة تماما، هذا غير بعض الأسماء التى تغيرت وتبدلت وحذفت ثم جاء البعض من المحافظات ليملأ الفراغ وإن صاحبته بعض الإجراءات اللازمة لمنصب الوزير أو نائب رئيس الوزراء!.
وعلى أى حال هناك جوانب إيجابية فى التشكيل، وهى خروج بعض الوزراء.. وأغرب ما فى التشكيل خروج هالة السعيد التى كانت تمثل عصب المجموعة الاقتصادية، وقد توقعت لها فى وقت سابق أن تتولى تشكيل الوزارة، فإذا بها لا رئيس وزراء ولا حتى نائب ولا وزيرة.. وسوف تشكل علامة استفهام كبرى فى الأيام القادمة!.
حسابات كثيرة تم حسابها فى هذا التشكيل، بعضهم كان مرشحا للخروج فى أول يوم.. وبعضهم خرج فى اللحظة الأخيرة.. لكن أذكى وزراء الحكومة السابقة كان الوزير محمد شاكر وزير الكهرباء، الذى طلب إعفاءه لأسباب صحية، فخرج فى هدوء بعد أزمة انقطاع الكهرباء وبعد المحطات التى بُنيت!.
هناك أيضا علامات لافتة فى التشكيل الجديد؛ وهى ظهور بعض الشباب فى حقائب هامة مثل تعيين الدكتور بدر عبدالعاطى وزيرا للخارجية.. ومحمود فوزى فى وزارة المجالس والشؤون النيابية التى تولاها يوما ما الفقيه القانونى الدكتور مفيد شهاب، وهو قامة قانونية كبيرة لا خلاف عليها من مختلف الأوساط السياسية، ولا مانع أن يتم ضخ دماء جديدة فى شرايين العمل العام!.
أيضًا تضمن التشكيل الجديد تعيين الدكتور أسامة الأزهرى وزيرًا للأوقاف، متجاوزًا جميع قيادات الوزارة، وخروج الوزير مختار جمعة الذى انتظر خروجه الناس فى الشارع السياسى والعاملون فى الوزارة لأسباب ليس هذا وقتها!.
بالفعل، كانت هناك مفاجآت كثيرة فى التشكيل الوزارى.. يفسرها البعض على وجود تخبط، ويفسرها آخرون علىأانها استجابة للرأى العام.. والاحتمال الأخير أقرب للحقيقة ويمكن حصره فى حقائب عديدة، وإن كنت أتخيل أن يتم تقليص الوزارات للنصف.. ولكن كل ذلك الكلام عن ترضية الرأى العام سيظهر فى حركة المحافظين لنرى المشهد على بعضه.. فقد جرت العادة ألا نسرف فى التفاؤل إلا بعد أن يكتمل المشهد، ويخرج التشكيل كله للنور!.
وبعد.. فإن أسعد الناس بهذه الوزارة هم أعضاء مجلس الوزراء الذين تضمنهم التشكيل الوزارى، ولكن الناس ينتظرون انحياز الوزارة إليهم فى أداء بعض الخدمات وضبط السوق وتوفير السلع اللازمة بالسعر المناسب وتقديم تعليم جيد وصحة جيدة ترتقى بحياتهم ويشعرون أن الوزارة فى خدمتهم أولا!.