بقلم : محمد أمين
الدكتورة لوتس عبدالكريم واحدة من الشخصيات التى لها حضور كبير فى الوسطين الصحفى والأدبى.. ولها علاقات متشعبة تجعل لها صديقًا أو صديقة على الأقل فى كل مكان.. فقد أصدرت الكتب الفاخرة، وشاركت فى الندوات الثقافية والأدبية، ونظمت الندوات التى يحضرها جمهور نوعى كثيف.. وكتبت للصحف، وقدمت أفكارًا وسيرًا ذاتية لمعظم نجوم مصر فى شتى المجالات، فهى لها علاقات بلا حدود مع كبار الصحفيين فى بلاط صاحبة الجلالة.
المثير أن لوتس اختفت فى الفترة الأخيرة، ولذلك أزعجنى للغاية ما كتبه الصديق مجدى دياب، على صفحته الشخصية بـ«فيس بوك»، يقول فى منشوره: نأمل أن تكلف وزارة الثقافة وفدًا رمزيًّا للاطمئنان على الحالة الصحية للأديبة والكاتبة لوتس عبدالكريم.. أخبارها منقطعة تمامًا منذ قرابة ستة أشهر. وهذا هو أدنى حقوق أدباء مصر!
رسالة اللواء مجدى دياب رسالة قصيرة، ولكنها ذات دلالة كبرى.. فهو يتكلم عن حق الأدباء.. وأظن أن اتحاد الأدباء هو المنوط به هذا التصرف، وأود أن أقول إن الناس فى هذه السن الكبيرة يحتاجون إلى رعاية من الدولة، بغض النظر عن كونهم أدباء أو مواطنين عاديين!.
وأعتقد أن هناك لجانًا فى اتحاد الكتاب يمكن أن تقوم بهذا الدور بشكل رسمى لأن أصدقاء الكاتبة قد يجدون حرجًا فى السؤال أو الزيارة!.
الدكتورة لوتس سيدة صالونات إسكندرانية، عرفت الوزراء والكبراء، واستضافت الملكة فريدة عندها، ومنحتها جناحًا فى بيتها تقيم فيه معرضًا فخمًا يرتاده الوزراء والكبراء.. كل هؤلاء لم تجد لهم أثرًا فى حياتها يوم استدعت الظروف أن تحتاج إليهم!.
فقد أصدرت مجلة شموع، وصادقت إحسان عبدالقدوس ويوسف إدريس وأنيس منصور وصلاح منتصر، وكتبوا جميعًا فى المجلة.. ولا يوجد صحفى له شأن لم يعرف لوتس أو لم تعرفه لوتس.. فكانت تستقبل كل هؤلاء فى بيتها على النيل، وتُكرم وفادتهم!.
يقول مجدى دياب إن بيتها على النيل هو سبب مأساتها وطمع المحيطين بها.. وبالمناسبة، فهو مؤسِّس جمعية الألغام، والذى دعا المجتمع الدولى إلى القيام بواجباته نحو تطهير منطقة العلمين من الألغام.. ولكنه يفجر اليوم لغمًا جديدًا بدعوته إلى إنقاذ لوتس عبدالكريم لأنه يكشف عن قضية اجتماعية خطيرة، لا مجال للخوض فيها، ولكن كل المؤشرات كانت تؤدى إلى هذه النتائج!.
هناك صحفيون كثيرون يعرفون لوتس عبدالكريم، ولكنهم يشعرون بالعجز إزاء قضية عائلية واجتماعية. والسؤال: هل الثراء يكون مصدرًا للتعاسة وليس السعادة بين أفراد الأسرة؟!.
تستطيع اللجنة التى دعا إليها مجدى دياب أن تكتشف ما حدث لـ«لوتس»، وكيف يمكن الخروج من هذه الأزمة بسلام!.