بقلم : محمد أمين
كتبت، منذ أيام، قصة حزينة عن موضوع زيارة الأهرامات، وتدخلات بعض أبناء المنطقة بمساعدة بعض الجهات المسؤولة عن السياحة بمنطقة الأهرامات. وتصورت أن يأتى نفى من وزارة السياحة للقصة كلها، وكنت أضع يدى على قلبى، ولكن مرت الأيام دون أن يسأل أحد من الوزارة، ما يدل على أن القصة حقيقية. وفى المقابل، استقبلت عددًا من الرسائل الصوتية والمكتوبة تكشف عن أشياء أكثر مما كتبت، تصل حد المهازل!.
صحيح أن هناك مشروعًا ضخمًا لتطوير منطقة الأهرامات، ولكنه يلقى مقاومة كبرى من بعض الأجهزة الإدارية ومن بعض سكان منطقة نزلة السمان، والباقى مفهوم. وكنت قد نشرت أن هناك فئة لا تدرك قيمة مصر ومكانتها وعظمة الأهرامات. تقول الرسائل إن المنطقة تقريبًا مختطفة من جانب بعض أبناء نزلة السمان، كما أن رائحة روث الجمال والأحصنة تزكم الأنوف، ناهيك عن المعاملة القاسية للحيوانات فى عز الحر، وتركها بلا طعام ولا شراب!.
وقد أرسل لى أحد الأصدقاء صورة حصان سقط على الأرض وهو معلق فى «الكارتة»، لم ينقذه أحد، وتركوه فى عرض الطريق أمام المارة، وهذه صورة مؤلمة جدًّا للقلب قبل العين، ومشهد من المشاهد التى لا يمكن أن ينساها السائح عند زيارته للأهرامات وعودته إلى بلاده. وللأسف، لم يصلنى توضيح أو تكذيب أو حتى الإعلان عن فتح تحقيق فى الأمر من وزارة السياحة.. هل هذا هو التعامل مع الصحافة والرأى العام؟.
ليس هذا هو المشهد الوحيد، ولكن على امتداد الطريق ستجد أحصنة ملقاة وجِمالًا أصابها الهزال والإعياء دون أكل ولا شراب. إننى أتمنى أن يكتمل مشروع التطوير سريعًا، وتكون هناك جهة واحدة ووحيدة تشرف على الزيارة، ويدخل العائد إلى مصر وحدها!.
قال لى أحد الأصدقاء إن مشروع الأهرامات مع المتحف الكبير قد يستطيع سداد ديون مصر وحده، لو وجد الاهتمام الرسمى، وهذه دعوة من جديد إلى وزير السياحة لفك أسر منطقة الأهرامات، وجعلها تحت إدارة معروفة يدفع السائح لها، بدلًا من قيامه بالدفع إلكترونيًّا، ثم السقوط فى أيدى أصحاب الأحصنة والجِمال!.
إننى أخشى على مشروع المتحف المصرى الكبير وهضبة الأهرامات من قُطاع الطرق ومافيا نزلة السمان، ولا بد أن تتم تسوية هذا الأمر قبل افتتاح المتحف المصرى الكبير، رسميًّا. لا بد من استخدام وسائل عصرية فى هذه المنطقة، بدلًا من الأحصنة الهزيلة، التى تسىء إلى سمعة مصر أكثر مما تخدمها، مثل عربات الجولف أو سيارات سياحية صغيرة. أستطيع أن أقول إن منطقة الأهرامات مختطفة من أناس عشوائيين. دعونا نفك أسر الأهرامات!.
وأخيرًا، هل نحن جادون فعلًا فى استثمار منطقة الأهرامات، والاستفادة منها سياحيًّا، خاصة أنها يمكن أن تجذب ٣٠ مليون سائح، كما هو مخطط لها؟.. أتمنى!.