بقلم : محمد أمين
كرمْنا أساتذتنا وشيوخ قبيلة الإعلام فى يوم الوفاء، وكرمونا.. وكل كلمة قالوها فى حقنا كانت وسامًا على صدورنا، وكانت الدروع التى قدمناها رمزية لكنها تعبير عن الحب والوفاء.. باختصار يعتبر يوم الوفاء للرواد من أفضل الأيام التى قضيتها فى الفترة الأخيرة، يوم أعادنا لأسرتنا التى تربينا فى ربوعها وتمسكنا ببعض طوال 40 سنة.. الوفاء فعلًا من شيم الكرام!.
كانت جمعية خريجى الإعلام قد أقامت حفلًا على ضفاف نيل المعادى، فى أجمل منطقة فى جزيرة المعادى، وحضر الاحتفال شيوخ وشباب وجيل الوسط من الإعلاميين.. مذيعين وصحفيين وعلاقات عامة.. كلنا زملاء رحبنا ببعضنا ورحب بنا أساتذة الإعلام من الرواد، أمثال الدكاترة سمير حسين وعلى عجوة وماجى الحلوانى ومنى الحديدى، وعواطف عبدالرحمن وراجية قنديل.. كلهم قامات وأساتذة ندين لهم بالفضل والعرفان، ليس لأنهم علمونا لكن لأنهم كانوا أيضًا آباء وأمهات!.
أجيال عديدة تربوا وتتلمذوا على أيديهم، فاعترفوا لهم بالفضل، وتمثل ذلك فى الحضور الكبير الذى ملأ قاعة الاحتفال، وتبين أنهم يتابعون ما نقدمه ويفخرون أننا أبناؤهم، وتلاميذهم.. يحفظون الأسماء كأنها كانت أمس، كانوا يسمعون الكلمات من الزملاء عندما يقولون إننا أيضًا نحبهم!.
الروح المعنوية كانت عالية وكنا فى قمة السعادة، الشمس دافئة، وأضفت الخضرة والنيل على المكان حالة شعورية نادرة، خاصة مع صوت أم كلثوم وألحان بليغ حمدى.. كانت احتفالية راقية بمعنى الكلمة وكانت الأصوات هادئة تحترم مكانة الأساتذة، وكان الأساتذة يجاملون الزملاء بكلمات بسيطة لكنها مؤثرة!.
استقبال الدكتور حسن عماد كان رائعًا ودودًا كأنه يستقبل ضيوفه هو، والزملاء يلتقطون الصور مع الأساتذة على ضفاف النيل ليعوضوا ما فاتهم ويضعوا فى ألبوم الصور الخاصة بهم صورتهم مع الأساتذة ليشعروا بنوع من الفخر أمام أبنائهم!.
كان الحب متبادلًا وكان الامتنان كذلك، فقد أسدوا إلينا معروفًا ومعرفة، كما قال الأستاذ عبدالعظيم صدقى نجم الحفلة، فاستحقوا أن نكافئهم.. وابتكرت الإعلامية العزيزة لمياء محمود طريقة للتكريم فكرمت الرواد معًا، وقالت لا أستطيع التمييز بينهم.. خاصة الدكتورة ماجى الحلوانى والدكتورة منى الحديدى، فقالت إنهما اتفقتا فى شهر الميلاد والاسم الأبجدى والدراسة والعمادة، وكلتاهما حصلت على الدكتوراه فى يوم واحد.. حالة بهجة غمرت الحضور، وظل كل واحد يقدم الآخر على نفسه، بإيثار وكرم!.
واستعاد الحاضرون من الإعلاميين ذكريات أيام الطلبة وطريقة تعامل الأساتذة معنا، وبالمناسبة فى دفعتنا زملاء نسميهم كمبيوتر الدفعة لا ينسون أى شىء، يتذكرون كيف كان ترتيب جلوسنا وكيف كان كل أستاذ يؤدى دوره باجتهاد وتفانٍ، وأبوة وأمومة ايضًا.. فشكرًا لهم جميعًا بما قدموا وبما علموا بصبر وإخلاص وتفانٍ