كارثة ألّا تعرف عدوك تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على القضية

كارثة ألّا تعرف عدوك: تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على القضية!

كارثة ألّا تعرف عدوك: تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على القضية!

 صوت الإمارات -

كارثة ألّا تعرف عدوك تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على القضية

بقلم : محمد الرميحي

 

في الغالب، لا يوجد عاقل على وجه الأرض وهو يشاهد هذا الدمار الذي يحدث في غزة من قتل وتدمير ومطاردة وتفشي الأوبئة، إلّا ويتعاطف مع الضحية، ويصف القائم بتلك الأعمال وهو الإسرائيلي بالتوحش واللا إنسانية. ربما العرب على رأس من يشعر بذلك، إلّا أن الحروب تتجاوز العواطف.

ربما أصدق كلمات قالها السيد حسن نصر الله، قالها بعد حرب عام 2006، عندما صرّح في لحظة صدق نادرة "لو كنت أعلم أن هذا الدمار سوف يحلّ بلبنان لما بدأت الحرب"، طبعاً بعد ذلك تحدّث عن "النصر الإلهي"، ولكنه حديث.

هذا يصلنا إلى ما قامت به قيادات "حماس" في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، مع الاعتراف الكامل بالإحباط الذي يواجهه الفلسطينيون. لكن الإحباط شيء وزجّ النفس والأهل إلى التهلكة شيء آخر. فالعقل يقول إنك لا تحارب العدو بأدوات تعرف أنه يتفوق فيها عليك بمراحل. فغزة معزولة، أي لا يوجد تدفّق أسلحة لها من الخارج، ولم يكن لدى "حماس" طائرات مسيّرة أو حتى مدافع طويلة المدى.

أقرب الاحتمالات أن قيادة "حماس" اعتمدت في حساباتها على ما يُعرف بـ "محور المقاومة"، وأي مطّلع يعرف أنه تجمّع هلامي، يُقصد منه تحقيق أهداف بعض دوله، وليس بينها تحرير فلسطين. لقد عرف الجميع بعد أيام من 7 تشرين الأول (أكتوبر) أن "محور المقاومة" لن يفعل الكثير، بل تنصّل من معرفة التوقيت والطريقة، وترك اللوم كله على قيادة "حماس"، وتلك قصة معروفة. إلّا أن حشد "الأرمادا" العسكرية الأميركية في الأسابيع الأولى من الاشتباك ردعت قوى "محور المقاومة" وتركت الأمر إلى قواعد الاشتباك في الجنوب اللبناني، وإلى قرصنة بحرية في جنوب البحر الأحمر، لإطعام العامة حالة معنوية ليس لها نتيجة ضارّة بالعدو، ولإظهار أن "المحور" يتحرك، على ما حصل بين 7 تشرين الأول (أكتوبر) وحتى يومنا هذا من أحداث أصبحت معروفة.

الافتراضات التي بُنيت عليها فكرة الاشتباك في 7 تشرين الأول (أكتوبر)، طبعاً بجانب الافتراضات العاطفية، كانت أن يتحرك "محور المقاومة" بجدّية، وهذا لم يحدث... وأن يضغط الرأي العام العربي لطرد الأميركيين من المنطقة، وهذا لم يحدث... وأن تكون الدول العربية محرجة إلى حدّ يدفعها إلى الاشتباك، وهذا لم يحدث.

صحيح أنّ الذي حدث عمّق العداء للإسرائيلي، وأيضاً للأميركي شعبياً، لكن لا أكثر من ذلك. وفي معادلة الحرب والسلام، الشعور ليس مهمّاً أو فاعلاً، إنما المهمّ هو الفعل على الأرض، وما تمّ على الأرض هو أن ترك "محور المقاومة" شعب غزة يفني بالقنابل والأمراض.

هنا، أعود إلى اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة، القوة الأكبر في العالم حتى الساعة، بتاريخ طويل ومتشعب، لكن الإشارة إلى كتاب "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية" للمؤلفين جون مرشيمان وستيفن ولت، يمكن أن تعطينا بعض التفسير.

في هذا الكتاب الذي صدر عن بنغوين، وقيل إنه أكثر كتاب سبّب خلافاً أدبياً لسنوات، يسرد الكاتبان قصة الكتاب نفسه. يقول السرد إن مجلة "أتلانتيك" الشهرية المعروفة، بعد أشهر من أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وبعد تصاعد العداء للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، كلفتهما أن يكتبا مقالة مطولة حول "اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة". وعلى الرغم من تردّدهما في البداية، إلّا أنهما قبلا بعد مناقشة أهمية أن يُدرس الموضوع بشكل محايد. استمر العمل على المقالة المطولة عامين، وتمّت مراجعة رئيس تحرير "أتلانتيك" لتبادل وجهات النظر. وعند اكتمال النص الذي كان موضوعياً يحمل كل شروط النشر المتبعة، جاءهم اعتذار من الناشر قائلاً إنه لن يستطيع نشر المقال! يقول المؤلفان: "قرّرنا أن نرسل القطعة إلى عدد من المجلات الأميركية لنشرها، فجاءتنا الاعتذارات تباعاً، إما بسبب محتوى المقال، وإما بسبب طوله".

يتابعان: "بعد فترة، اتصل بنا أكاديمي قرأ المقال من خلال صديق له في مكتب تحرير ’أتلانتيك‘، واقترح أن نرسله إلى مجلة ’مراجعات الكتب اللندنية‘ (London Review of Books) المعروفة، فقرّرت الناشرة نشر المقالة بعد 5 سنوات من محاولات النشر الفاشلة في الولايات المتحدة".

الفكرة واضحة. حتى في الولايات المتحدة التي تقول إنها مركز حرّية الفكر، ويحوط التعبير عن حرّية الرأي سياج من القوانين الحامية، لم يستطع كاتبان أميركيان نشر رأيهما الموثق في حالة سياسية معروفة، والسبب هو الضغوط الهائلة من المصالح المتشابكة التي تحوزها الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية في تلك البلاد.

ومن أجل إنهاء القصة، حُوّل المقال بعد نشره إلى كتاب، ونُشر في بريطانيا!! طبعاً، ليس القصد هنا استعراض محتوى الكتاب (484 صفحة مع المراجع وبالقطع المتوسط)، فهو متاح. ورغم ظهوره منذ سنوات، فلم تظهر نسخة عربية منه بسبب تجاهل أو غفلة عربية عن فهم الآخر والعوامل التي تحوط بهذه القضية، والتي يبدو أن معظم اللاعبين فيها هواة، والضحايا من البشر من أهلنا الذين نُزعت صفاتهم الإنسانية بسبب سيطرة كاملة على السياسة والإعلام العالمي. فليس غريباً أن يُستقبل جزّار مثل بنيامين نتنياهو، في عزّ المجازر الحاصلة في غزة، في معقل الديموقراطية "الكونغرس الأميركي"، ويجري التصفيق للعنف المسلح!!

في وسط ذلك، يصيح البسطاء: "أين المجتمع العالمي؟ وأين القانون الدولي؟ وأين الضمير الإنساني؟"، ولا أحد عاقلاً يصيح. فإذا كنت لا تعرف ما في الغار فلا تمدّ يدك، فالمعرفة سيدة البندقية.

نقلا عن "النهار"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كارثة ألّا تعرف عدوك تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على القضية كارثة ألّا تعرف عدوك تأثير اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة على القضية



GMT 22:53 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الإمارات وبهجة اللقاء..

GMT 22:17 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

اعتذار عن عدم حضور

GMT 22:16 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

وقف إطلاق النار... سباق مع الوقت

GMT 22:15 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

حربٌ كبرى تنتظر «الشيطان الأكبر»

GMT 22:15 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن الاستمرار مع المستقل... والنار متقدة؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 22:05 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لغز استشهاد القائد السنوار

GMT 22:04 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المراهقة السياسية والحديدة حامية!

النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

القاهرة - صوت الإمارات
ننتظر إطلالات النجمات الأسبوعية للإستلهام منهن أجدد صيحات الموضة الرائجة، خاصة في المناسبات. فالنجمات تحبذن اختيار اجدد التصاميم الرائجة من أشهر العلامات التجارية والمصممين العرب والعالميين. وفي جولتنا لهذا الأسبوع، رصدنا لكم العديد من الإطلالات التي لفتتنا، بين النقشة البرية التي راجت جدا لهذا الموسم الى جانب الفساتين المرصعة بحبات الترتر اللامعة، فدعونا نلقي نظرة على إطلالاتهن لتستلهموا منهن. إطلالة الفنانة وعد بفستان سهرة مطبع بالورود النجمة السعودية وعد أبهرتنا بأحدث اطلالاتها في حفل غنائي لها خلال إحيائها حفلة لأحد الأعراس، مرتدية فستاناً أنيقاً وفخماً مرصعاً بحبات الترتر اللامعة. تألف الفستان من قطعتين، القطعة الأولى جاءت على شكل تصميم حورية البحر مع الفتحة العميقة عند الصدر المغطاة بقطعة قماش من الشيفون، وال...المزيد

GMT 22:44 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

طيران الإمارات تتوج بلقب أفضل ناقلة جوية في العالم
 صوت الإمارات - طيران الإمارات تتوج بلقب أفضل ناقلة جوية في العالم

GMT 22:42 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

رئيس الإمارات محمد بن زايد يصل إلى موسكو في زيارة رسمية
 صوت الإمارات - رئيس الإمارات محمد بن زايد يصل إلى موسكو في زيارة رسمية

GMT 15:44 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"لانكوم" تُعلن عن عطر جديد للنساء في عام 2017

GMT 17:16 2015 الأربعاء ,11 شباط / فبراير

"لا تنس الهدهد" رواية جديدة لفؤاد حجازي

GMT 21:26 2014 الخميس ,30 تشرين الأول / أكتوبر

نجمة المغربية تقدم تشكيلة من الفساتين لعشاق الموضة

GMT 20:13 2013 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

جامعة الإمارات تستقبل دفعة جديدة من طلبة الدكتوراه

GMT 06:43 2013 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

معرض المشاريع الكبرى في جدة يشارك في عكاظ 7

GMT 01:12 2016 الأحد ,06 آذار/ مارس

منزل ساحر يجمع بين الأصالة والإبتكار

GMT 22:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

كأس آسيا " المنتخب السعودي الأولمبي يلتقي ماليزيا الثلاثاء"

GMT 19:59 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

عاصمة كوريا الجنوبية تنفي فضيحة محطات الطاقة الإماراتية

GMT 18:51 2013 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

"القصبة" موقع إلكتروني جديد للحكومة التُّونسيَّة

GMT 11:10 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

الجراد يدمر شجر المانجروف في محمية رأس محمد

GMT 22:36 2012 الأحد ,30 كانون الأول / ديسمبر

"الوهج" رواية جديدة لـ أماني خليل عن "روافد"

GMT 10:38 2017 الجمعة ,15 أيلول / سبتمبر

Chance من "شانيل" عطر خريفي بامتياز لإظهار أنوثتك

GMT 09:11 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

جزيرة "بربجاني" تحتوي على شاطئ سحري صغير
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates