عن ثنائية السلاح والمصارف «الزومبي»
آخر تحديث 17:16:18 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 23 نيسان / أبريل 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

عن ثنائية السلاح والمصارف «الزومبي»!

عن ثنائية السلاح والمصارف «الزومبي»!

 صوت الإمارات -

عن ثنائية السلاح والمصارف «الزومبي»

بقلم : حنا صالح

 

أخطر ما تواجهه السلطة اللبنانية في عملها الراهن لاستكمال استعادة الدولة، أن البلد مفخخ بأخطر ثنائية: سلاح «زومبي»، ومصارف «زومبي». أهل السلاح اللاشرعي يهولون بسرديات الدفاع عن بقائه. وفترة الـ90 يوماً التي مضت على انتخاب الرئيس جوزيف عون وتشكيل الحكومة برئاسة نواف سلام، كشفت عن عمق التداخل وتشابك المصالح بين الكارتل المصرفي والدولة العميقة!

اليوم تستعجل أميركا تحولات المنطقة وتضغط على لبنان لأخذه بعيداً إلى التطبيع، غير آبهة بالعقبات وحسابات الداخل. وتبرر اعتداءات إسرائيل وتصفها بالخطوات الوقائية (...)، ولا تلتفت إلى مخاطر الإجرام الصهيوني الآخذ بالاتساع. وتوازياً تبرز رعونة «حزب الله» المتمسك بـ«المقاومة»، ولا أحد يعلم كيف ومن أجل ماذا؟ ويجاهر بالاحتفاظ بالسلاح وقد بات عبئاً عليه وعلى البلد. ولم يجد في مواقف نواف سلام بشأن حصر السلاح بالشرعية، وانتهاء الثلاثية الخشبية، ومسؤولية الدولة استكمال التحرير، سوى وصف رئيس الحكومة بأنه يواصل عروض الاستسلام (...) فيما تتكشف أكثر أهداف إسرائيل فيعلن وزير الحرب الإسرائيلي غداة الصواريخ «اللقيطة» اعتزام بقاء الاحتلال 5 سنوات؛ إذ تدمر منازل خشبية قليلة للأهالي، في رسالة مفادها أن العودة ممنوعة، وترهن العودة والإعمار بقيام علاقات سياسية بين البلدين!

في هذا التوقيت تمت زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي التقت كبار المسؤولين وأكثر الوزراء وحاكم مصرف لبنان وقيادات حزبية، لتناقش القضايا المتعلقة بالسلاح والإصلاح المالي واقتصاد «الكاش» والاقتصاد الموازي. ما لفت الانتباه تقديمها النصح باعتماد جدول زمني قصير المدى لتحقيق الخطوات المطلوبة بشأن السلاح والإصلاح. وفيما تردد أن المباحثات أبرزت قناعة الرسميين اللبنانيين بأنه من دون حصر حق حمل السلاح بالقوى الشرعية، فإنه سيتعذر قيام الدولة القادرة، فإنها ظهّرت خطورة المراوحة والبطء والرهانات، ليبرز تشديد من الموفدة أورتاغوس بأن الوقت غير مفتوح، وتنبيهها إلى عدم المراهنة على المفاوضات الأميركية – الإيرانية؛ لأنه يمكن أن تؤدي إلى خسارة لبنان الفرص. وبدا واضحاً من المباحثات أن الرفض اللبناني للجان التفاوض الثلاث لا يعني سقوطها أميركياً!

بين الضغط الأميركي وانفلات الإجرام الصهيوني، ووضع «حزب الله» العصي أمام مشروع الدولة التي تلبي الآمال، تتظهر معالم التخادم بين «الحزب» وقوى نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي، الأمر الذي يشي بأن الإصلاح المتكامل المطلوب وطنياً هو إلى الآن ضحية، ما سيجعل قيام الدولة الطبيعية المدنية أمراً مؤجلاً. لقد خسر لبنان «مومنتم» شعبياً برز في فرض نواف سلام رئيساً للحكومة، وكان يمكن له أن يفرض قيام الحكومة المرتجاة لقيادة مرحلة التحول الكبير، وإذا بالبلد أمام نسخة منقحة من حكومات «الاتحاد الوطني». لذا ليس كافياً القول إنها تجمع كفاءات علمية عالية، فغالبية الوزراء يمثلون حالات محاصصة، لمجموعة وازنة من القوى السياسية في البرلمان من «موالاة» نظام المحاصصة و«معارضته»، وما المواقف المتناقضة التي يطلقها بعض الوزراء إلا مرآة لحجم ونوع التناقض بين هذه القوى. بعبارة أخرى، فإنه عندما أُغفل البحث بالبرنامج، وتم التركيز على الأسماء فقط، خسر البلد فرصة الاندفاعة لقيام سلطة أرقى من التركيبات السلطوية الطائفية التي سادت منذ نهاية الحرب الأهلية، والخسارة الأهم ستكون في مدى وسقف العملية الإصلاحية التي تأخرت بضعة عقود.

هناك اليوم خطوات حكومية محدودة لكن لافتة؛ كإرسال الحكومة إلى البرلمان مشروع قانون لرفع السرية المصرفية، وبدء درس إعادة هيكلة المصارف، كما استرداد مراسيم توزيع أملاكٍ بحرية أصدرتها حكومة ميقاتي خلافاً للقانون، في رسالة قد تمهد لاسترداد سائر الأملاك البحرية المنهوبة منذ عقود، كما المشاعات، خصوصاً في الجنوب... فإن التحالف المافياوي للدولة العميقة الرافض للمحاسبة، والمتخوف من قانون رفع السرية المصرفية أو هيكلة المصارف المفلسة، أطلق حملة مسعورة تستهدف القرارات الإيجابية للحكومة، وراحت أبواقه تدعو لإصدار عفو عام عن الجرائم المالية (...)، وفيما الكارتل المصرفي يقدم لرئيس الجمهورية مشروعه لوضع اليد على أصول الدولة واحتياط الذهب تحت عنوان تشغيله، شهدنا ترسانة إعلامية تطلق حملة لتشويه مواقف «نواب التغيير» وشيطنة مؤسسات حقوقية ومنصات إعلامية وشخصيات تنادي بالمساءلة والمحاسبة، وتتمسك بحماية حقوق المودعين.

إضافة إلى حصر السلاح بيد الشرعية مطلوب بإلحاح سياسة مالية بديلة تمر في إعادة هيكلة المصارف «الزومبي» التي يقودها كارتل مرابين قامروا بالودائع، وهرّبوا الأموال إلى الخارج، وميزانيات مصارفهم متعثرة ومشكوك بتقييم أصولها، وكان ينبغي تصفيتها من لحظة امتناعها عن الدفع، لكنها استمرت بفعل التآمر المافياوي، واستفادت من المال العام والودائع؛ مرة عبر الهندسات المالية، وثانية عبر منصة «صيرفة»، ودوماً عبر تعاميم لا قانونية ذوّب من خلالها المصرف المركزي ودائع المواطنين!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن ثنائية السلاح والمصارف «الزومبي» عن ثنائية السلاح والمصارف «الزومبي»



GMT 01:54 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

الدعم والدهس

GMT 01:53 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

رمضان «نمبر ون» والفن «نمبر كم»؟

GMT 01:53 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وعود القادة في التنفيذ

GMT 01:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

البابا فرنسيس... رحيل صديق للعرب والمسلمين

GMT 01:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

الحرب اللبنانية ــ الإسرائيلية عائدة... إلا إذا

GMT 01:50 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عيد شم النسيم!

GMT 01:49 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

الفراعنة يحترمون التاريخ

تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ صوت الإمارات
النجمة المصرية ياسمين صبري مع كل ظهور لها عبر حسابها على انستجرام، تنجح في لفت الانتباه بإطلالاتها الجذابة التي تبدو خلالها أنيقة واستثنائية، كما أن إطلالاتها على الشاطئ تلهم المتابعات لها باختيارات مميزة يسرن من خلالها على خطى نجمتهن المفضلة، فدعونا نرصد أجمل الأزياء التي ظهرت بها ياسمين على الشاطئ من قبل وتناسب الأجواء النهارية والمساء أيضًا. إطلالات باللون الأبيض تناسب أجواء الشاطئ من وحي ياسمين صبري النجمة المصرية خطفت الأنظار في أحدث ظهور لها خلال تواجدها في المالديف؛ بإطلالة ناعمة للغاية ظهرت فيها بفستان أبيض بتصميم عملي ومجسم ووصل طوله حتى منطقة الكاحل، مع الحمالات الرفيعة وفتحة الصدر غير المنتظمة، وتزين الفستان بفتحة ساق جانبية طويلة، كما أكملت أناقتها باكسسوارات ناعمة وأنيقة اللون الأبيض حليف ياسمين صبري في ...المزيد

GMT 19:24 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الميزان السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 07:14 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

طريقة تعطير شعرك والحفاظ على رائحة منعشة طوال اليوم

GMT 13:49 2018 الجمعة ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"ولي عهد أم القيوين يزيح الستار عن لوحة "الخمس نجوم

GMT 08:11 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

تألق النجوم والنجمات في حفلة انطلاق مهرجان دبي السينمائي

GMT 07:03 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

فتاة القطار

GMT 03:01 2019 الإثنين ,11 آذار/ مارس

الوصل يصل إلى العراق لمواجهة الزوراء

GMT 21:27 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

الخليجيون يرفعون عدد السياح في لبنان إلى 2 مليون خلال 2018

GMT 01:04 2018 الأحد ,09 كانون الأول / ديسمبر

"مبوندو" تؤكد أن 70 % من حجم التجارة تقوم بها النساء

GMT 09:45 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

يوفنتوس ومانشستر يونايتد يتأهلان رسميا إلى دور الـ16

GMT 09:08 2018 الأربعاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شرطة أبوظبي تؤكد دور المعلم الريادي في تعليم الأجيال

GMT 14:01 2018 الخميس ,26 تموز / يوليو

تعرف على أشياء لا يستغنى عنها الرجل الأنيق

GMT 19:39 2015 الجمعة ,09 كانون الثاني / يناير

"إم بي سي مصر" تعرض برنامج "روبابيكيا" الجديد

GMT 23:44 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب "الثقافة والحرية" للدكتور جابر عصفور

GMT 19:24 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

قيلولة بعد الظهيرة تعزز قدرات الطفل التعليمية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates