«حرب الآخرين» في لبنان
آخر تحديث 22:57:01 بتوقيت أبوظبي
الجمعة 30 أيار ـ مايو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

«حرب الآخرين» في لبنان!

«حرب الآخرين» في لبنان!

 صوت الإمارات -

«حرب الآخرين» في لبنان

بقلم : حنا صالح

برعب وخوف يتابع المواطن اللبناني فيديوهات إسرائيلية مصورة عن تفجير بلدات الحافة الأمامية الضاربة جذورها في عمق التاريخ وتسويتها بالأرض. كفركلا، ميس الجبل، راميا، محيبيب، بليدا، حنين، عيتا الشعب، العديسة وعيترون وسواها. ويبرز الخوف من تداعيات التهجير الجماعي القسري، وأبعاد انكشاف الاستراتيجية الإسرائيلية الهادفة إلى جنوب من دون أهله، ليكون أرضاً محروقة وحزاماً أمنياً، فيستعيد المواطن من الذاكرة صور غزة. وتطرح الأسئلة عما يميز لبنان، الذي اختطف قراره «حزب الله» ومحوره، عن غزة التي أسرتها «حماس» وحاصرتها من الداخل وقيدتها، فيزداد القلق على الوجود مع اتساع هدر دماء اللبنانيين، ليستعيد المواطن أسوأ الكوابيس في بلد أُرغم عنوة على تعايش مدمرٍ مع «حروب الآخرين» على أرضه!

في 28 الحالي، بعد يومين على الضربة الإسرائيلية لإيران أطل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليعلن: «هذه الحرب كحرب الاستقلال... والنصر الحاسم خطة واضحة ننفذها». تزامن ذلك مع بدء الجيش الإسرائيلي إزالة الجدار الحدودي في إعلان مفاده أن لا جدوى عسكرية بعدُ من إطلاق المقاومين الصواريخ المضادة للدروع بعد تدمير البلدات الحدودية بعمق 3 كلم، فيما تعنف الحرب الإسرائيلية - الإيرانية التي تستبيح لبنان، تهلك أهله، وتقتلع شعبه لتهجر قسراً أكثر من ربع السكان، وتدمر عمرانه. ومع زنار المجازر الجماعية من صور إلى البقاع الشمالي، مروراً بالضاحية، بدا أن هذه الحرب لن تتوقف قريباً، قبل تكريس وقائع جديدة على الأرض، لتتجاوز هدف إعادة المستوطنين الذين أُرغموا على النزوح عن المستوطنات الشمالية، وهي تكرار للحرب على جبهة غزة، بعدما أسقط نتنياهو قضية استعادة الأسرى.

رأت القيادة الصهيونية في ارتكاب «حماس» نكبة «7 أكتوبر (تشرين الأول)» وتسبب «حزب الله» في كارثة «8 أكتوبر»، وما آل إليه «الطوفان» و«المشاغلة»، فرصة تاريخية تتيح لها الذهاب بعيداً في مخطط تحقيق انتصار حاسم على الجبهتين. بإسقاط دور الوكلاء ووضع النظام الإيراني أمام خيارين: مواجهة لا يريدها أو التراجع. ناورت تل أبيب ولم ترفض المفاوضات لكنها اعتمدت النفاق فجوّفت مقترحات وقف النار، وأسقطت مشاريع التسوية، بعدما فككت «حماس»، وقتلت قادتها، ودمرت الضلع الفلسطيني في المشروع الإيراني.

وأي تبصر في النهج الإسرائيلي على الجبهة الشمالية، يبرز السقوط الذريع لمشروع «وحدة الساحات»، ويظهر أن إسرائيل في خرقها كل السقوف كانت تستدرج «المقاومة الإسلامية» إلى الهزيمة. برز ذلك منذ ضربة «النداء القاتل» يوم 17 سبتمبر (أيلول) الماضي إلى اغتيال نصر الله يوم الـ27 منه، وبعده خليفته صفي الدين، إلى تدمير الهيكل القيادي العسكري لـ«حزب الله» وأجزاء كبيرة من ترسانته وأنفاقه ومنصاته في القرى والبلدات الحدودية، ما عطل رهان طهران على ذراعها المتقدمة والحزام الناري الذي أنشأته للدفاع عنها، وبدد الاستثمارات التي وُظِّفت لضرب استقرار المنطقة وتقويض دولها وأولها لبنان. ومع الاجتياح الإسرائيلي الجوي الذي وضع نصف لبنان في قلب النار، وربط حياة المواطنين بتعليمات الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي متى يخلون بلداتهم وأحياءهم وبيوتهم لتدمر، بدا الشعب اللبناني متروكاً لمصيره. وفيما يتابع المواطن برعب المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف من جهة تشتيت كتلة ديموغرافية رئيسية من المواطنين اللبنانيين، من ضمنهم أنصار «الحزب» و«بيئته»، ومن الجهة الأخرى تدمير ممنهج لمناطق واسعة... بدأت تل أبيب تكشف عن جوانب من رؤيتها لـ«اليوم التالي» للحرب، فيعلن نتنياهو: «سأعرض السلام على دول أخرى في المنطقة لكنه سيكون سلاماً مقابل السلام، سلامٌ مبني على القوة»!

إذن «سلام مبني على القوة» يستند إلى تهديد الذراع الطويلة لإسرائيل بعد نجاحات تكتيكية لافتة في جبهتي الشمال والجنوب وفرض تحييد الجبهة السورية، لتعتقد إسرائيل أن بوسعها تحويل ذلك إلى نصر استراتيجي يُمكِّن تل أبيب من تحديد حدود الأدوار والمواقع، وربما يعيد رسم خرائط. لقد بدت إسرائيل منتشية بعد تكريس تفوقها، ونجاح استهداف مشروع الصواريخ الباليستية وتدمير الرادارات وأسلحة الدفاع، كما السيطرة الجوية المطلقة على ما كان الممر الإيراني من طهران إلى لبنان والمتوسط عبر العراق وسوريا.

أظهرت تجارب سنة 1967 على قيام دولة إسرائيل أن السلام لا يبنى إلا على العدل واحترام الحقوق. ولن تبدل ذلك نتائج هذه الحرب التي شتتت الشعب الفلسطيني وجعلت قيام دولته حلماً بعيد المنال. ووضعت لبنان الدولة المخطوفة المستباحة على فوهة كارثة يصعب تقدير أبعادها؛ لسببين: الأول، أن إسرائيل التي فرضت تهجيراً جماعياً طويل الأمد راهنت على تداعياته الديموغرافية، خصوصاً أن طهران لن تتأخر عن محاولة إحياء بنية عسكرية لـ«حزب الله» في مناطق النزوح، ما سيفتح الباب أمام احتمال صداماتٍ أهلية. والثاني، انعدام المسؤولية الوطنية لدى بقايا السلطة والطبقة السياسية برفضهم أي محاولة لإعادة تكوين السلطة بما يوقف الهزيمة عند الحدود التي بلغتها. خطير انتظار نتائج الحرب لتعويم التسلط ولو على الركام، لتبدو هذه القوى في موقع التضحية بالبلد كرمى إنقاذ بندقية لا نظامية جلبت الفواجع وخطر تجدد الاحتلال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حرب الآخرين» في لبنان «حرب الآخرين» في لبنان



GMT 23:50 2025 السبت ,24 أيار / مايو

قرن بلا مؤلف... حتى الآن

GMT 23:50 2025 السبت ,24 أيار / مايو

العربُ في خضم زمن جديد

GMT 23:49 2025 السبت ,24 أيار / مايو

بين حضور الرئيس وانصرافه!

GMT 23:49 2025 السبت ,24 أيار / مايو

أسرار المال الديني

GMT 23:48 2025 السبت ,24 أيار / مايو

يقف وظهره للحائط

GMT 23:47 2025 السبت ,24 أيار / مايو

أغرب ما يُطيل العُمر

GMT 23:47 2025 السبت ,24 أيار / مايو

فخ البيت الأبيض!

GMT 23:46 2025 السبت ,24 أيار / مايو

يا لبؤس العرب

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 13:56 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أجواء حماسية وجيدة خلال هذا الشهر

GMT 16:48 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أحمد فتحي يؤكّد انتهاءه من تصوير أول بطولة مطلقة له

GMT 10:12 2015 الثلاثاء ,01 أيلول / سبتمبر

جزر سيشل الطبيعة الأنقى على الإطلاق في العالم

GMT 16:33 2017 الخميس ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اكتشاف سمكة تعيش في خندق على عمق 8،134 مترًا

GMT 14:42 2020 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

التراث حين يُستعاد قصصاً

GMT 19:10 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:52 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن أفضل 50 شاطئ في العالم لعام 2018

GMT 17:36 2018 الجمعة ,26 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تعلن عن كشف أثري للملك رمسيس الثاني

GMT 13:45 2016 الثلاثاء ,12 إبريل / نيسان

تقرير عن حالة الطقس من الثلاثاء وحتى الجمعة

GMT 09:17 2018 السبت ,05 أيار / مايو

“الإيموجي”يهدد المهارات اللغوية للشباب

GMT 05:12 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

عمومية "إعمار" تناقش التوزيعات الثلاثاء

GMT 09:58 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

تعرّف على أكبر بحيرة للمياه العذبة في فيتنام

GMT 13:14 2014 الأحد ,14 كانون الأول / ديسمبر

جماعة أنصار الله في اليمن تقيل محافظ الحديدة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates