50 سنة على 13 أبريل متى تنتهي الحرب
آخر تحديث 13:27:55 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 23 حزيران / يونيو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

50 سنة على 13 أبريل... متى تنتهي الحرب؟

50 سنة على 13 أبريل... متى تنتهي الحرب؟

 صوت الإمارات -

50 سنة على 13 أبريل متى تنتهي الحرب

بقلم : حنا صالح

 

طوى لبنان يوم 13 أبريل (نيسان) 2025 ذكرى مرور 50 سنة على الحرب الأهلية. يحمل هذا التاريخ ذكرى بدء حرب يعود التأسيس الحقيقي لها إلى عام 1969، يوم بصم البرلمان على «اتفاق القاهرة»، اتفاق التخلي عن السيادة اللبنانية. وللتاريخ فالاتفاق، الذي عارضه النائب ريمون إده، لم يُتلَ على البرلمان لأنه «يتعلق بأمن الدولة». و«فتح لاند» التي نشأت عنه طالت نحو 70 في المائة من البلد، ولم تقتصر على حرية الفدائيين في العرقوب، ما تسبب في حربٍ محدودة عام 1973 مع الجيش لتنفجر حرب شاملة يوم الأحد 13 أبريل 1975.

لكن حتى اليوم، لا يوجد اتفاق على تاريخ موحد لنهاية الاقتتال الأهلي. فقد استمرت «الحروب الصغيرة» إثرَ التطبيق المجتزأ لاتفاق الطائف، عندما استُثني «حزب الله» من عملية نزع السلاح، ومنعت المحاسبة عن حربٍ طحنت 150 ألف حياة، وتركت نحو 20 ألف معوَّق و20 ألف مفقود، وأحدثت تغييراً ديموغرافياً طال ربع اللبنانيين، وهاجر ثلث السكان.

وتوجت تلك المرحلة بقانون «العفو عن جرائم الحرب» الذي غطى انتقال قادة الميليشيات من وراء المتاريس إلى مقاعد الحكم بالتحالف مع ميليشيات مالٍ (...)، جرى ذلك بكنف وجود عسكري سوري صنع طبقة سياسية مكنته من تعطيل الدستور والانقلاب على الجمهورية، مقدمةً لقيام نظام المحاصصة الطائفي، فتفشى الفساد والمحسوبية، واستبيحت الحريات، ونبذت الكفاءة لتنشأ أخطر أوليغارشية قابلها اتساع الفقر، وابتدعت «المفاهيم» لتغطية مآرب النظام السوري: «شعب واحد في بلدين!».

على مدى 50 سنة مرّ على لبنان 9 رؤساء جمهورية، ومؤخراً انتخب العاشر. اثنان منهما قتلا؛ بشير الجميل قبل أن يتسلم، ورينيه معوض الذي وصف برئيس الطائف، قتل بعد تسلمه الرئاسة بأيام، وآخر أربعة أتوا من قيادة الجيش. ومنذ 33 سنة لا يزال هناك رئيس واحد للبرلمان هو نبيه بري. سقطت الدولة وتكررت الوجوه في البرلمانات: غاب الآباء فحلَّ الأبناء ثم الأحفاد والأصهرة والأزلام، وتقدمت دوماً الرداءة، لتتشكل مظلة سياسية لكارتل سياسي مصرفي «مقاوم» احتكاري نهب مقدرات الدولة عبر تحاصص الوزارات، وحوَّلها إلى مغارات علي بابا. وبعدما أخرجت «انتفاضة الاستقلال» عام 2005 جيش النظام السوري، انقلبوا على الانتفاضة وارتهنوا لبندقية غير شرعية متعامين عن كونها ذراعاً استراتيجية في النظام الأمني الإيراني، غطوا على اختطافها للدولة واقتصادها الموازي فحمت فسادهم وتشاركته معهم.

تشاركوا بعد الدوحة في سرير حكومي واحد مع «حزب الله» الذي حاز على «الثلث المعطل» للبلد، بعدما كان قد اعتدى على بيروت واحتلها في 7 مايو (أيار) 2008، وراح يقضم السلطة ويجوف المؤسسات ويفرض الشغور الرئاسي لإملاء شروطه. وأسست هذه المحطة لرئاسة مرشح «حزب الله»، ميشال عون، المرحلة التي سرَّعت الانهيار الكبير، وكانت تباشيره أيام حكومة القمصان السود مع بدء السطو على الودائع. وفقد لبنان كامل سيادته عندما حول «حزب الله» ومحوره لبنان إلى قاعدة خلفية لقتل الشعب السوري فالعراقي واليمني، وجعل البلد منصة اتجار وتصدير للمخدرات وتعدٍ على الدول العربية، ليفقد لبنان سيادته الاقتصادية والمالية، وبات طبيعياً أخذ لبنان، قسراً عن مواطنيه، إلى حرب «إسناد غزة» فدمرته واستدرجت الاحتلال مجدداً!

ثورة «17 تشرين» 2019 التي كشفت عن جوانب من مخاطر التحالف المافياوي الميليشياوي وجمعت اللبنانيين خلف حقوقهم في مواجهة كل منظومة الفساد، نجحت في انتخابات عام 2022 في إفقاد «حزب الله» أكثريته البرلمانية، ومنعت الأغلبية عن «معارضة» نظام المحاصصة عندما أوصلت 13 نائباً.

يثار الكثير عن نواب التغيير من حيث قلة التجربة والتردد... لكنهم ليسوا لصوصاً ولم يكونوا بيادق في تغطية المنهبة وتشريعها وإفقار البلد وتغطية انتهاك سيادته، ولم يتشاركوا ابتداع نظام «الحصانات» و«قانون الإفلات من العقاب». وبقعة الضوء التي أدخلتها الثورة وهزيمة «حزب الله» في حرب المشاغلة وما رتبته من هزيمة للبلد، فرضا نفسيهما فكان الدعم الكبير لانتخاب جوزيف عون رئيساً ما أطلق تسونامي شعبياً فرض نواف سلام في رئاسة الحكومة.

لحظة موافقة «حزب الله» بلسان نعيم قاسم بالصوت والصورة على اتفاق وقف إطلاق النار الذي صار ملزماً للبنان، سقط المشروع الموكل لـ«الحزب» بعدما فقد سلاحه صفة المقاوم منذ زمن، وبات كل ما يدور حول آليات استكمال تسليم السلاح اللاشرعي، لأنه «لا دولة حقيقية إلاّ في احتكار القوات المسلحة الشرعية للسلاح»، كما أعلن رئيس الحكومة الذي دعا لإحياء الذكرى تحت شعار: «منتذكر سوا لنبني سوا». غير أن قيام الدولة المدنية الطبيعية القادرة على حماية كل أبنائها تفترض أيضاً بسط سلطتها وسيادتها على اقتصادها وكل إيراداتها المالية، وإعادة الحقوق لأصحابها. فلا اقتصاد موازٍ ولا «قرض حسن»، ولا تفلت الكارتل المصرفي من مسؤوليته المباشرة المالية والجنائية عن الخراب العام.

حصر السلاح بيد الشرعية، وتأمين حقوق الناس، وأولهم أصحاب الودائع وإطلاق إصلاح حقيقي يعيد السيادة المالية والاقتصادية للدولة، حينئذٍ يلج لبنان زمن نهاية حروبه الأهلية وحروب الآخرين على شعبه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

50 سنة على 13 أبريل متى تنتهي الحرب 50 سنة على 13 أبريل متى تنتهي الحرب



GMT 18:05 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

حرب بلا مراسلين

GMT 18:04 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

صفحات من التاريخ!

GMT 18:04 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ابن برَّاك وإبل لبنان!

GMT 18:03 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

هل ما انتهت إليه أفغانستان يتكرر في أوكرانيا؟

GMT 18:03 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

خطوة ترمب... والتداعيات على العالم

GMT 18:02 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

السلطة اللبنانية وتحدي الخيارات القاتلة!

GMT 18:01 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

إسرائيل «نسخة جديدة»

GMT 18:01 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

أمريكا والحرب

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 20:07 2020 الثلاثاء ,28 كانون الثاني / يناير

"مهمة خاصة" للشرطة الصينية مع الحيوانات ضد وباء "كورونا"

GMT 16:13 2018 الخميس ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ألوان الباستيل لفصل الصيف احدث صيحات خريف 2018

GMT 02:37 2018 الخميس ,02 آب / أغسطس

جمارك السيارة "بي إم دبليو X3" موديل 2018

GMT 14:09 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

بين عهد التميمي وحمزة الخطيب

GMT 03:06 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

"غربة الياسمين" و"في بلاط الخليفة" في معرض القاهرة للكتاب

GMT 22:38 2015 السبت ,12 كانون الأول / ديسمبر

ألمانيا تقيم معرض لرسوم أطفال اللاجئين السوريين

GMT 13:02 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

توقّعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في الرياض

GMT 16:21 2015 الأحد ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

عجل صغير يعتقد أنه كلب ويتصرف مثل الكلاب تمامًا

GMT 18:43 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ساندي تُشعل مواقع التواصل الاجتماعي بـ"صورة جريئة"

GMT 10:18 2017 الأربعاء ,20 أيلول / سبتمبر

تويوتا تعود للمنافسة في SUV بالكشف عن برادو 2018

GMT 09:00 2015 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

بطي مكتوم بن جمعة آل مكتوم يزور نادي "الوصل"

GMT 02:50 2012 الأحد ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

"أيام الأمل والحيرة" كتاب جديد لبهاء طاهر عن دار "دون"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates