أمام المنعطف الأخطر
آخر تحديث 20:32:53 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 18 حزيران / يونيو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

أمام المنعطف الأخطر!

أمام المنعطف الأخطر!

 صوت الإمارات -

أمام المنعطف الأخطر

بقلم:حنا صالح

 

كل المنطقة على فوهة بركان. يتكثف تحديد مواعيد الرد على الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل في قلب طهران وداخل المربع الأمني لـ«حزب الله» في ضاحية بيروت الجنوبية، وطالت إسماعيل هنية وفؤاد شكر. وتتقدم معطيات بأن إسرائيل تتحضر لضربة استباقية يؤكد البحث بها وزير الحرب الإسرائيلي غالانت الذي ذكّر بأنه كان قد اقترح ضربة استباقية يوم 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لكنه يتحفظ عليها الآن!

في الشهر الحادي عشر على بدء حرب التوحش الصهيوني على غزة، تتوضح صورة دخول المنطقة في منعطفٍ جديد. صحيح أن حدث «7 أكتوبر» شكل أكبر تهديد وجودي لإسرائيل فأطلقت حرب استعادة الهيبة والردع، لكن من لحظة عودة نتنياهو، من واشنطن، بدأ مخطط أخذ المنطقة إلى حرب واسعة، وبهذا السياق يُفهم قرار الاغتيال على مستوى القمة. تبدلت المعطيات، وكان لافتاً تأكيد نتنياهو لمجلة «تايم» أن «إسرائيل في حرب وجودية»، وهو بهذا الحديث توّج خطاب الكونغرس الذي تركز على الخطر الإيراني. وفي السياق أطلقت تل أبيب استراتيجية استعادة الردع، وحجم النفوذ، أياً كان الثمن غير عابئة بقضية الرهائن التي باتت في آخر سلم الأولويات.

يؤكد المنحى الإسرائيلي الجديد أن المواجهة باتت ما بعد غزة المدمرة التي أُعيد احتلالها، ولا يغير في الأمر قذيفة من هنا أو كمين من هناك. كما أن المواجهة لم تعد محصورة بجنوب لبنان، حيث استنسخ العدو أكثر من غزة في البلدات الحدودية، وفرض بالنار حزاماً أمنياً، وإن لم يؤمن له بعد استقرار شمال إسرائيل ما يمكنه من فرض إعادة المستوطنين. لقد وُضعت المنطقة أمام براكين مواجهة عسكرية إسرائيلية إيرانية ورسم خرائط نفوذ، رغم مساعي محور الممانعة عدم الانزلاق وإبقاء المواجهة تحت سقف منضبط.

مثير للانتباه أن هذا المنحى أبرز معطيات بأن هذه المواجهة ليست فقط بين إسرائيل وإيران. فزيارة الجنرال شويغو المفاجئة إلى طهران، استتبعت بجسر عسكري جوي روسي تسلم بموجبه الحرس الثوري أنظمة دفاع جوي جديدة، وصواريخ كروز بحرية متقدمة، وصفها قائد البحرية الإيرانية بأنها ضرورة لإقفال الممرات البحرية في لحظة استهداف إيران. أما قائد المنطقة الوسطى الجنرال كوريلا فتكررت زياراته لإسرائيل ومباحثاته مع القادة العسكريين، واستتبعت بتحريك أكبر قوة أميركية ضاربة بحرية وجوية تمركزت في الشرق الأوسط. يعيد المشهد إلى الأذهان شيئاً من زمن الحرب الباردة!

كانت المفاوضات الأميركية غير المباشرة مع إيران (وضمناً «حزب الله») متقدمة، وتقترح رداً يحفظ لهما ماء الوجه، وعكس هذا المنحى ما أعلنه حسن نصرالله من أن الرد الإيراني حتمي، «لكن ليس مطلوباً من إيران أن تدخل في حربٍ دائمة» (..) فيكشف تأخر الرد الحرص على معالجة معضلة كيفية حفظ ماء الوجه، وعدم منح تل أبيب الفرصة لتوسيع نطاق الحرب، وبهذا التوقيت تقدمت واشنطن بمقترح استئناف المفاوضات بشأن غزة مدعومة من القوى الغربية ومصر وقطر. وتقرر إيفاد وليم بيرنز للمشاركة فيها، بما أوحى أن واشنطن تضع ثقلها لنجاح هذه العملية، التي تحدد اليوم الخميس موعداً لانطلاقتها من الدوحة.

تسارعت المعطيات بعد قبول إسرائيل شكلياً بالمقترح. لكن على الأرض وقعت مقتلة مدرسة «التابعين» في شرق غزة التي فحّمت أو مزقت إلى أشلاء نحو 125 فلسطينياً. كان ذلك ردّ نتنياهو الحقيقي على دعوة استئناف المفاوضات، فبدا «الثقل» الأميركي غير حاسم مع اكتفاء البيت الأبيض بإعلانه «قلقاً بالغاً» إزاء أنباء عن سقوط مدنيين، ما أعاد إلى الأذهان رسم صورة خطرة عن التماهي الأميركي الإسرائيلي! ولم يتأخر رد «حماس» التي طالبت بإطار تنفيذي لما تم عرضه سابقاً عليها ووافقت عليه. ما يعني أن هذه المباحثات إن عقدت قد لا تضيف شيئاً، فتكتب جريدة «الأخبار» أن الأميركيين «أخرجوا أرنبهم الوحيد، قرروا بث الروح في المفاوضات حول غزة، لكنهم لم يقدموا اقتراحاً يقود إلى وقف الحرب».

اليوم عندما يدفع العدو الإسرائيلي إلى حرب مع إيران (ضمنها لبنان)، يعرف أنه عاجز عن إنجازها بدون تورط أميركي، فيصطدم بممانعة واشنطن لكن الردع الأميركي لهذا النهج غير حاسم. فالسياسة الأميركية تراوح بين مواقف تبرر الارتكابات الإسرائيلية وتسليح مكثف، فتترك الباب مفتوحاً، ولو جزئياً، أمام نتنياهو!

بالمقابل يحاذر الموقف الإيراني منح إسرائيل فرصة المضي بالدفع إلى حرب واسعة تهدد النووي الإيراني. وتدرك طهران أن الرد من نوع ما جرى في أبريل (نيسان) الماضي على عملية القنصلية الإيرانية يكرس علو كعب إسرائيل قوةَ ردع مطلقةً لن تتورع بعدها عن مغامرة عسكرية كبرى. إنه المأزق فما البدائل؟

ويكاد ستار سميك يُسدل على القضية الفلسطينية، ويحاصر المأزق أكثر من طرف، لكن الثمن المخيف قتلاً ودماراً يدفعه لبنان، بعد غزة، في حرب بدأها «حزب الله» مرجعيتها طهران. يتسع الشرخ الشعبي الذي تسبب به «الحزب»، ويفاقم حجم المآسي استنكاف السلطة والطبقة السياسية عن مسؤولية محاولة إنقاذ الأرواح وحماية البلد، في وقت تعترف «الأخبار» بأنه ينبغي أن «ندع جانباً الكلام الشعبوي الذي يصدر عن جمهور مؤيد للمقاومة يتوقع تدميراً كاملاً للكيان» (..) فيما الحقيقة أن جمهوراً مسحوراً يردد ترهات مدمرة يطلقها «القادة» ويوظفون ذلك في مشروع تأبيد التسلط والتبعية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمام المنعطف الأخطر أمام المنعطف الأخطر



GMT 01:47 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

الصفقة الكبرى أو الحرب الكبرى

GMT 01:46 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

إيران وأحصنة طروادة

GMT 01:45 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

الدمار والتدمير

GMT 01:45 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

الأهمّ هو بقاء النظام وليس بقاء النووي

GMT 01:44 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

إيران وإسرائيل: صراع الردع وعبء المغامرات

GMT 01:43 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

دول الخليج ورسائل الوسطية

GMT 01:42 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

النفط والحرب الشرق أوسطية

GMT 01:42 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

إيران... أوراق ناقصة

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 20:01 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 00:23 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 17:02 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 19:49 2019 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

تشعر بالغضب لحصول التباس أو انفعال شديد

GMT 11:31 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العقرب الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 11:48 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

توقعات الأرصاد الجوية لحالة الطقس في الإمارات الاثنين

GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 18:39 2019 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

"قمر في سكة سفر" مسلسل إذاعي لهاني رمزي في رمضان

GMT 11:03 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

حمدان بن راشد يكرّم 450 موظفًا في "صحة دبي"

GMT 22:37 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

ندوة في جامعة الإمارات تستعرض الصحة والرياضة في فكر زايد

GMT 11:08 2018 الأربعاء ,11 تموز / يوليو

ميركل تحاول تحقيق التقارب الاقتصادي مع الصين

GMT 14:11 2018 الإثنين ,14 أيار / مايو

أخطاء يجب تجنبها في وضع "مكياج العيون"

GMT 19:00 2015 الإثنين ,26 كانون الثاني / يناير

صدور رواية "تغريبة بلا رغبة" عن النيل العربية

GMT 12:44 2017 الإثنين ,10 تموز / يوليو

الشيخ سيف بن زايد آل نهيان يستقبل عهود الرومي

GMT 17:14 2016 الخميس ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

اختيار ورق الجدران بتقنية الأبعاد الثلاثة لديكور مميز

GMT 00:25 2020 الأحد ,05 تموز / يوليو

دياب ينضم لأسرة مسلسل «نسل الأغراب»
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates