أي انعكاسات دولية في حال فوز ترمب

أي انعكاسات دولية في حال فوز ترمب؟

أي انعكاسات دولية في حال فوز ترمب؟

 صوت الإمارات -

أي انعكاسات دولية في حال فوز ترمب

بقلم :ناصيف حتّي*

بدايةً لا بدَّ من التذكير، عشيةَ الانتخاباتِ الرئاسية في الولايات المتحدة، بأنَّ الدولَ المؤسساتيةَ (التي تقوم على مأسسةِ السلطةِ وليس على شخصنتِها) لا تشهد تغييراً جذرياً في علاقاتها الدولية أو في إدارةِ هذه العلاقاتِ بشكل انقلابي مع تغيّر القيادة. ولكنَّ ذلك لا ينفِي حصولَ تغييرٍ في طبيعةِ وأسلوبِ إدارةِ الأولويات الوطنية، وفق رؤية الإدارة الجديدة لهذه الأولويات: تغييرٌ، خصوصاً مع القوى الكبرى، تكون له انعكاساتُه المتعددةُ على مختلف القضايا والسياسات الدولية؛ ولو بدرجاتٍ مختلفة.

ماذا لو عادَ دونالد ترمب إلى البيتِ الأبيض، وهو في تنافسٍ حادٍّ مع كامالا هاريس بعد انسحاب جو بايدن من السباق الرئاسي؟ من العوامل التي تساعد ترمب في حملته تداعياتُ التَّضخمِ على الاقتصاد الأميركي. وهي تداعياتٌ تطال أوسع القطاعاتِ في المجتمع الأميركي، وقد أعلنت هاريس أنَّها ستولي هذا الأمرَ أولويَّةً خاصةً فيما لو انتُخبت.

ماذا تعني عودة ترمب إلى البيت الأبيض فيما لو حصلت؟

نعرفُ أنَّ «عقيدة ترمب» في السياسة الخارجية تقوم على ما تُعرف بـ«الواقعية النَّشِطة» أو «المبادرة» في العلاقات الدولية، بعيداً عن المواقف المبدئية التي عادةً ما يأتي التذكير بها لشرعنةِ سياساتٍ محدَّدة في قضية معينة. ترمب، كما دلَّت سياستُه في البيت الأبيض، ثم تصريحاته بشأن القضايا الساخنة أو المهمَّة دولياً، يعتمد أيضاً على ما تُعرف بـ«دبلوماسية المقايضة» أو تبادل المكاسب. ترمب لا يولي أي أهمية أو أولوية للدبلوماسية متعددة الأطراف أو التعاون الجماعي القائم على أشكال وصيغ مختلفة؛ حتى مع الحلفاء، وخير مثال على ذلك تصريحاته المتكررة عن الحوار مع موسكو لإقفال ملف الأزمة الأوكرانية دون التوقف عند رأي الحلفاء الأوروبيين المعنيين، بحكم الجغرافيا، أكثر من غيرهم بهذا الملف الشائك والاستراتيجي. التعاون الدولي لتنظيم التعامل المشترك مع تداعيات العولمة ليس على جدول أولويات ترمب. سياسات «الحماية الاقتصادية»، سواء تجاه الحلفاء والخصوم، تبقى عنصراً أساسياً في مقاربة ترمب للتعاون الاقتصادي الدولي، تحت عنوان «الوطنية الاقتصادية». الإعلان عن زيادة التعريفة الجمركية على بعض الواردات الاقتصادية (الصلب والألمنيوم) من أوروبا، من جهة، كما الإعلان عن بلورة سياسات لوقف أو تخفيض الاستثمارات الصينية في صناعات أساسية بالولايات المتحدة، يندرجان في هذه السياسة. الاحتواء الاقتصادي للصين الشعبية سيكون أحدَ عناوين التوتر مع بكين، إلى جانب، بالطبع، تمدد الدور الصيني على الصعيد السياسي الاستراتيجي في مناطق كثيرة من العالم على حساب الدور الأميركي. هذا الأمر، إلى جانب الحدّ من الهجرة، رغم تراجعها من المكسيك، وخفض الضرائب، كلها عناصر ستؤدي إلى تباطؤ النمو وزيادة التضخم في الولايات المتحدة، وترمب يرفعها عنواناً لحل الأزمة الاقتصادية وللنمو.

عنصر آخر سيضيف إلى التأزم المنتظر في «البيت الغربي»، قوامه العودة، وبشكل أقوى هذه المرة مع الحرب الأوكرانية، إلى الضغط على الحلفاء في منظمة «حلف شمال الأطلسي» لزيادة جميع أوجه مساهماتهم في تعزيز قدرات الحلف، فيما ستبقى المساهمة الأميركية دون المطلوب من وجهة نظر هؤلاء الحلفاء، الأمر الذي يدفع ببعض من هم بموقع المسؤولية في أوروبا إلى الدعوة لما سُميت «أَوْرَبَةُ» الحلف الأطلسي، أو تخفيض الاعتماد على واشنطن، وهو أمر ليس سهلاً تنفيذه.

في الشرق الأوسط، من المنتظر أن تعود قضية «النووي الإيراني» إلى الواجهة بقوة، من خلال إحياء نَشِطٍ لسياسة الانسحاب الأميركي من «اتفاق 2015 (5 زائداً 1)». عناصر المواجهة المباشرة أو غير المباشرة متوفرة بقوة حالياً في الشرق الأوسط، خصوصاً في ظل «حروب» غزة الممتدة وتداعياتها الإقليمية. وعلى صعيد آخر، وفي ظل عودة القضية الفلسطينية إلى احتلال موقع الأولوية الإقليمية، لن تساعد سياسات ترمب المنتظرة في الدفع الفعلي والفعال نحو التسوية الشاملة على الأسس والقواعد المعروفة. ومن الجدير أن نذكر أنَّ السياسة الأميركية الحالية؛ سياسة التهدئة، بعيدة كل البعد عن هذا الهدف.

ترمب العائد، فيما لو عاد، أمامه كثير من المتغيرات على صعيد طبيعة الصراع حالياً في السياسة والجغرافيا، وعلى صعيد أنماط مختلفة من العلاقات التعاونية قد استقرت في الإقليم الشرق أوسطي، وبين الشرق الأوسط والقوى الدولية الفاعلة، وبشكل خاص الصين الشعبية... كل هذه العوامل ستكون لها تأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على سياسات «ترمب2» فيما لو عاد إلى البيت الأبيض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أي انعكاسات دولية في حال فوز ترمب أي انعكاسات دولية في حال فوز ترمب



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 18:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 صوت الإمارات - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 18:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 صوت الإمارات - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:13 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 صوت الإمارات - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 صوت الإمارات - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 18:09 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

تصميمات مختلفة لسلاسل من الذهب رقيقة تزيدك أنوثة

GMT 11:26 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

الصين تتسلم الدفعة الأولى من صواريخ "أس-400" الروسية

GMT 16:28 2017 الجمعة ,20 كانون الثاني / يناير

تسمية بافوس القبرصية عاصمة للثقافة الأوروبية

GMT 18:36 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 17:14 2019 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بن راشد يُصدر مرسوماً بضم «مؤسسة الفيكتوري» إلى نادي دبي

GMT 01:20 2019 السبت ,20 تموز / يوليو

نبضات القلب المستقرة “تتنبأ” بخطر وفاتك!

GMT 02:41 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

"الفاتيكان" تجيز استئصال الرحم من المرأة لهذا السبب فقط

GMT 23:19 2013 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

"Gameloft" تستعرض لعبة "Asphalt"بهذا الصيف

GMT 13:12 2013 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

معرض الكتاب الكويتي منصة متميزة لأصدارات الشباب الأدبية

GMT 09:48 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

الإذاعة المِصرية تعتمد خِطة احتفلات عيد "الأضحى"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates