الاستثناء الأمريكى

الاستثناء الأمريكى

الاستثناء الأمريكى

 صوت الإمارات -

الاستثناء الأمريكى

بقلم - عبد المنعم سعيد

 

سوق الأفكار الأمريكى لا يكف عن المراجعة سواء كان ذلك عن «نهاية التاريخ» بانتصار الليبرالية أو «صراع الحضارات» بوضع ذات الليبرالية فى مواجهة تحدى الهوية أو «الاستثنائية الأمريكية» التى تجعل الولايات المتحدة حالة فريدة بين دول العالم والتاريخ. العالم عرف الإمبراطوريات التى نشرت حضارتها ولغتها ودياناتها على العالم كله بقدر ما وصلت إليه جيوشها، وفى هذا كانت على استعداد لهضم ما تجده من حضارة وعلم ودين. ولكن عصر الإمبراطوريات انتهى مع نهاية الحرب العالمية الأولى، وبرزت «الدولة القومية» مكانها؛ ومع ذلك فإن روسيا الاتحادية استحوذت على سدس مساحة العالم بقيام الاتحاد السوفيتي، وما بعده تمكنت منه الأيديولوجيا الاشتراكية الماركسية اللينينية التى ترفض بيمينها الظلم وتحضر بيسارها العدل. وفى المقابل فإن الولايات المتحدة أطلت على العالم بعد الحرب العالمية الثانية بالحلف مع أوروبا التى كانت تحارب بعضها طوال التاريخ، وتحالف مع اليابان حتى بعد ضربها بالقنابل الذرية، مع هيمنة للدولار ومعه السوق الحرة وطائرات بوينج وماكدونالد وأفلام هوليوود.

وعندما هلت «العولمة» على العالم بعد انتهاء الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتى تجسد ما بات يسمى «الاستثناء الأمريكي» فى واقع حالة انتشرت فيها القوة الأمريكية الخشنة والناعمة والذكية بفعل التكنولوجيات المتقدمة والاقتصاد الحر واحتكار الحق الشرعى لحقوق الإنسان. ظهور ظاهرة دونالد ترامب على الساحة الأمريكية فتح الباب لمراجعة الحالة الاستثنائية الأمريكية، وذهبت كتابات تشهر نهاية الاستثناء الأمريكى ومعها الليبرالية والديمقراطية واقتصاد السوق. الانتخابات الأمريكية الأخيرة وضعت الجمهور الأمريكى ضد كل ما هو استثنائى فى السياسة والفكر الأمريكى والرسالة الأمريكية للعالم. اختيار الشعب الأمريكى ترامب كان تصويتا ضد مساواة المرأة بالرجل؛ و إيذانا بعودة التمييز بين البشر على أساس من العرق واللون فى الداخل، والوقوف فى وجه المؤسسات الدولية متعددة الأطراف وحرية التجارة بالرسوم الجمركية الترامبية. كل ذلك لم يمنع الترامبويين من المراجعة الاستثنائية الأمريكية الليبرالية لأن الاستثناء الحقيقى أتى مع ترامب!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاستثناء الأمريكى الاستثناء الأمريكى



GMT 19:56 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

مسافرون

GMT 19:55 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الغرب يخطئ مرتين في سوريا

GMT 19:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

لبنان والمسألة الثقافيّة قبل نكبة «حزب الله» وبعدها

GMT 19:54 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

حب وزواج في زمن الحرب

GMT 19:53 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود المياه لمجاريها بين الجماعتين؟

GMT 19:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

نظرة على الأزمة السورية

GMT 19:52 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

بلاد الشام... في الهواء الطلق

GMT 19:51 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

فوكاياما وأوان «الديستوبيا» العالمية

GMT 19:29 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 صوت الإمارات - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 19:32 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 صوت الإمارات - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 13:21 2013 الإثنين ,28 كانون الثاني / يناير

دراسة: ضعف عضلات المراهق يزيد خطر انتحاره

GMT 14:22 2012 الخميس ,19 تموز / يوليو

طاولة عملية تمتد حسب الرغبة

GMT 01:45 2013 الجمعة ,06 كانون الأول / ديسمبر

سوني توفر منصة شبيهة بالحاسب الشخصي والهواتف في جهاز PS4

GMT 18:27 2020 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

"اللؤلؤة الربانية" تُطرح للبيع في المزاد العلني في الهند

GMT 02:30 2019 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

أقراط الشراشيب الطويلة بألوان داكنة هذا الخريف

GMT 22:20 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

خطيب مسجد سعودي يشتم الفلسطينيين

GMT 19:40 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

أحدث تصاميم فساتين خطوبة كم طويل لعروس 2019
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates