بقلم - عبد المنعم سعيد
فى جلسة مجلس الشيوخ قبل إجازة عيد الأضحى المبارك، وبينما النقاش جارٍ فى الموضوع الهام للذكاء الاصطناعى فى حضور معالى وزير شئون المجالس النيابية المستشار علاء الدين فؤاد، ومعالى وزير الشباب د.أشرف صبحي، انسابت بين الأعضاء وثيقة بمولد مجلس وزراء جديد. وعندما وصلتنى القائمة لم يكن لدى شك فى كذبها، ولكن تأثيرها ظل قائما لدى الأعضاء ما بين التصديق والتكذيب حتى استقر على الكذب بعد انتهاء الجلسة. من الصعب معرفة من أين ولدت القائمة؛ ولكنها عكست شوقا لمعرفة من سيقود المرحلة القادمة من التطور المصري. ولمن ألف عهودا سابقة فإن عادة انتظار التغيير مزمنة؛ ولمن يعرف فإن الانتظار لم يكن معرفة ما سيحدث لمصر، وإنما لكى تبدأ دورة جديدة من النقد لمن جد، وبكاء مفاجئ على من رحل. التغيير فى العهود السابقة كان دائما مسألة شخصية، ولا يغيب عنها فى محافل الدولة البحث عما إذا كان صاحب الشائعة واردا فى فكر القيادة أم لا. بالنسبة لى كان الأمر أكثر تعقيدا؟.
من ناحية فإن التغيير هو من سنن الحياة، ولكن السنن ليست عشوائية خاصة لو كان فى مجال المشاركة فى بناء الدولة وهو الأمر الذى يشكل حزمة من العلم والخبرة والقدرة على اتخاذ القرار فى لحظة تغيرت فيها الأمور عما كانت عليه من قبل. والحقيقة الظاهرة هى أن مصر تغيرت كثيرا خلال السنوات العشر الماضية، الانتقال للأفراد والسلع والبضائع أصبح أكثر سرعة، والشكاوى من زيادة الأحمال الكهربائية شهادة على ارتفاع الاستهلاك الكلى لنسبة أكبر من الشعب مع استخدام الأجهزة الكهربائية من أول الطهى إلى تكييف الهواء. الاحتجاج على ارتفاع أسعار الخبز الحكومى هى شهادة أخرى أنه لم يعد هناك موضع فى مصر، حضرها وريفها، لا يستهلك أنواعا جديدة من الخبز لم تكن شائعة من قبل. المطالبة المستمرة بالحصول على أنواع من التعليم الراقي، وهكذا أمور، تلفت النظر لماذا بات معرفة التشكيل الوزارى مسألة قومية!