المؤثرات السياسية الجديدة
آخر تحديث 17:58:31 بتوقيت أبوظبي
الجمعة 11 تموز / يوليو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

المؤثرات السياسية الجديدة!

المؤثرات السياسية الجديدة!

 صوت الإمارات -

المؤثرات السياسية الجديدة

حسين شبكشي
بقلم : حسين شبكشي

عندما ردد الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون خلال حملته الانتخابية الأولى عبارته المشهورة: «إنه الاقتصاد يا غبي»، لم يكن يعلم أن صلاحية تلك المقولة ستنتهي بعد ثلاثة عقود من الزمن. والسبب هو الكم المهول من التغييرات التي طرأت على المزاج السياسي وبدلته رأساً على عقب بشكل صادم ومدهش.

وهناك ما يؤكد ذلك الأمر بشكل واضح وجلي، أهمّه استطلاعات الرأي الأميركية الأخيرة التي تظهر هبوط حجم الرضا عن أداء الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن إلى أدنى مستوى تاريخي، وذلك بالرغم من الأداء الجيد جداً للاقتصاد الأميركي وتحقيقه معدلات نمو محترمة، واستمرار قوة الدولار، وتحقيق البورصة الأميركية معدلات نمو قياسية جعلتها نقطة جذب للأموال من حول العالم، وانخفاض نسب البطالة. وهي كلها مؤشرات في غاية الأهمية.

يضاف إلى ذلك قياس رحلة تطور الاقتصاد الأميركي حتى وصوله إلى ما هو عليه اليوم. فلو عدنا إلى عام 2008 لوجدنا أن حجم الاقتصاد الأميركي كان يعادل تماماً حجم اقتصاد المنطقة الأوروبية بأكملها، أما اليوم فإن الاقتصاد الأميركي أصبح حجمه يساوي ضعف حجم اقتصاد المنطقة الأوروبية.

بل إن الاقتصاد البريطاني بتاريخه الكبير ونفوذه الهائل يضيع وسط الاقتصاد الأميركي اليوم، فلو تم احتساب بريطانيا بأنها الولاية الحادية والخمسون، لكان اقتصادها الأفقر والأخير مقارنة بسائر الولايات الأخرى، بما في ذلك الولايات الأشد فقراً مثل ميسيسبي وآركانساس.

هذا هو الواقع وهذه هي الحقائق. ومع كل هذه الوقائع الاقتصادية الأكثر من جيدة، فإن ذلك لم يشفع لجو بايدن مع المواطن الأميركي. والسبب أن الاقتصاد لم يعد الموضوع الأول والأهم، ولكن بات ذلك من نصيب قضية أخرى؛ وهي الهوية.

والهوية هنا المقصود بها هو ذلك المعنى التفصيلي الذي تم تبنيه، والذي يشمل العناصر المتنوعة مثل العرق والدين والجنس والانتماء السياسي. وهذه بلا شك أهم عوامل الاستقطاب الحاد جداً الذي أصاب المجتمعات الغربية وقسمها ذات اليمين وذات الشمال، حتى أصبح بينهما برزخ لا يبغيان.

عندما كانت الولايات المتحدة القطب الأوحد المهيمن على سياسات العالم واقتصاده، كان من الطبيعي أن يتم تقييم الأولويات من ناحية اقتصادية بحتة، ولكن اليوم ومع تغير الوضع الجيوسياسي حول ظهور قوى أخرى جديدة ومؤثرة مثل الصين والهند وروسيا، أصبحت الهوية قضية ملتهبة. أسهمت أيضاً في وضعها على رأس القضايا تغييرات مؤثرة لا يمكن إنكارها ولا التقليل من شأنها؛ أبرزها العولمة التي أدت إلى تقارب الثقافات وإزالة الحدود بينها وزيادة حجم التبادل التجاري أيضاً.

وساعد في هذا التحول الثورة التقنية الكبرى التي عرفها العالم وقتها، والتي نتج عنها التوسع الهائل لشبكة الإنترنت العنكبوتية والانتشار المهول للاتصالات المحمولة.

وبالتالي بات من الممكن جداً اعتبار «الهوية» ساحة المعركة الجديدة لقوى الاستقطاب السياسي حول العالم. وهذا الاستقطاب الشديد والحاد حول التنافس بين اليسار الليبرالي واليمين المحافظ إلى مستوى آخر من التعصب، جعل لهما أوصافاً جديدة مستحقة جعلت اليسار يوصف بالمنفلت وغير الأخلاقي، واليمين يوصف بالمغلق المتعصب العنصري. وهو استمرار في تحول هويات اليسار واليمين، ففي حقبة الحرب الأهلية الأميركية كان الجمهوري أبراهام لينكولن هو الذي حرر العبيد في مواجهة معارضة شديدة جداً من الديمقراطيين. وهذا لافت جداً ومن المهم أخذه في عين الاعتبار مع تطورات أحداث اليوم.

وهذا الشرخ القاري الحاصل في المجتمع الغربي أصبح هوة سحيقة لا يمكن ردمها ولا تجاوزها ببناء جسور الثقة المنشودة. وهو ما يعني حرفياً أن هواجس الحرب الأهلية التي يتغنى بها متطرفو كل طرف، باتت مسألة ممكنة أو على أقل تقدير مسألة زيادة العنف المسلح التي أصبحت مسألة يجب الاستعداد لها. وانعدام الثقة هو أول عوامل التشخيص المرضي للمجتمعات، كما وصفها الباحث الأميركي فرنسيس فوكوياما في كتابه الذي يحمل عنوان «الثقة»، والذي قال فيه إن انعدام الثقة في المجتمع هو أول مؤشرات سقوطه.

مع تطورات التقنية وكثرة الحديث عن التهديد الوجودي الذي سيحدثه الذكاء الاصطناعي وزيادة نفوذ قوى عالمية منافسة للغرب، أصبح القلق هو المسيطر على الذهنية الغربية، وعليه أصبحت قضايا مثل التحول الجندري والهجرة والإجهاض أهم من الاستثمار والنمو والبطالة. إنه عالم جديد ومقلق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المؤثرات السياسية الجديدة المؤثرات السياسية الجديدة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 19:30 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 01:59 2019 الخميس ,25 تموز / يوليو

طريقة تحضير ليالي لبنان

GMT 22:20 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

الطبيعة الخلابة في مدينة مرسى علم تُبهر العالم

GMT 13:36 2018 الثلاثاء ,23 كانون الثاني / يناير

شيرين عبدالوهاب تلفت الأنظار بإطلالة أكثر عفوية

GMT 18:26 2015 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

دراسة تؤكد أن غسل الصحون يقلل من الإجهاد

GMT 13:02 2013 الإثنين ,30 أيلول / سبتمبر

5 خطوات لبناء مقرر إلكتروني مميز

GMT 07:51 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

شركة صينية تستكشف سوق الطاقة في باكستان

GMT 06:00 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد الكرة يفتح القيد الصيفي للأندية المصرية خلال ساعات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates