الحنين لأنور السادات
آخر تحديث 20:25:53 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 22 تموز / يوليو 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

الحنين لأنور السادات!

الحنين لأنور السادات!

 صوت الإمارات -

الحنين لأنور السادات

بقلم : حسين شبكشي

 

كان من الملاحظ في الأيام الماضية اهتمام غير عادي وحتماً غير مسبوق من عدد غير قليل من الكتاب والمؤثرين بالرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات واسترجاع باحترام وتقدير للكثير من مواقفه التي سبق بها وقته ودفع ثمنها سياسياً وكذلك كانت وراء اغتياله أيضاً. أنور السادات فهم قواعد اللعبة مبكراً، قرأ الوضع السياسي بدقة وعمق، راهن على قدرة جيش بلاده على توجيه ضربة عسكرية صادمة وحاسمة للعدو الإسرائيلي بعد إعداد الجيش المصري جيداً ليتجاوز صدمة نكسة 67. وعد أنور السادات في عام 1971 في خطابه الشهير بمجلس الشعب بأنه سيعبر قناة السويس ولم يأخذه أحد في الداخل ولا في الخارج على محمل الجد، وهذا ما ساعده على استكمال ما عُرف لاحقاً بخطة الخداع الاستراتيجي، التي كان الهدف الأساسي منها هو إيهام وإقناع العدو بأنه لن يحارب. وتضمن ذلك طرد عشرات الألوف من الخبراء العسكريين السوفيات، وتكثيفاً إخبارياً لإجازات القادة العسكريين المصريين وذهابهم للعمرة أو للعلاج في الخارج، واستمراراً طبيعياً للأنشطة الفنية والرياضية.

وتحقق نصر السادس من أكتوبر بشكل صعق إسرائيل وأدهش العالم، لحظة شبه أسطورية دخلت التاريخ وحطمت فكرة أن إسرائيل لا تُقهر وجيشها لا يُهزم.

حقّق أنور السادات ما كان الجميع يعتقد أنه شبه مستحيل، وعد فأنجز، أعاد الثقة بقواته المسلحة فتحملت المسؤولية وصنعت النصر. عمل جماعي متكامل، جدية استثنائية، سرية مطلقة ليتحقق الإنجاز المبهر. حتى عندما أقال اللواء صادق من منصب وزير الحربية لم يغب قط عن باله ما قاله اللواء صادق بأن الجيش المصري غير جاهز لخوض معركة طويلة، ولذلك كان حريصاً على إحداث أكبر قدر من الصدمة والضرر بحق إسرائيل بأقل وقت ممكن. وعرف أيضاً أن الاتحاد السوفياتي لا يمكن الاعتماد عليه وأنه «نمر كرتوني» وأن 99 في المائة من أوراق اللعبة في يد أميركا، وأنه لن يستطيع مقاتلة أميركا التي ستهب للدفاع عن إسرائيل وهو ما حصل تماماً.

ولم يكتفِ أنور السادات بمفاجأة العالم حرباً، ولكنه أدهش العالم سلماً أيضاً، ذهب لإسرائيل منتصراً ومن موقع قوة وخطب في «الكنيست» بصريح العبارة وقال وقتها إنه لم يأتِ لأجل عقد سلام منفرد، بل إنه يتحدث عن سلام شامل مع العرب وفي قلب العرب القضية الفلسطينية. لم يقف أحد من العرب معه، بل خوّنوه وأُخرجت مصر من جامعة الدول العربية وتمت مقاطعتها عربياً.

أقام أنور السادات مؤتمر مباحثات السلام في فندق المينا هاوس أوبروي ووضع أعلام فلسطين وسوريا والأردن على مواقع مخصصة لوفودهم، ولكن لم يأتِ أحد منهم للمشاركة.

وتمضي الأيام وتستعيد مصر أرض سيناء كاملة ويتم إخراج جميع المقار العسكرية الإسرائيلية ومقار ميليشيات المستوطنين المتطرفين ويُرفع العلم المصري عليها.

اعتزل مناحيم بيغن، رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها، السياسة وهو الذي كان أول رئيس لحزب ديني أصولي شديد التطرف وهو حزب «الليكود» يصل لرئاسة الوزراء في إسرائيل، وكان يقول لأصدقائه في مجالسه الخاصة إن «اثنين أخرجا اليهود من مصر، فرعون وأنور السادات، ولكن أنور السادات خدعني وضحك عليّ»، دخل مناحيم بيغن بعدها في اكتئاب نفسي عميق وشديد واعتزل الناس حتى مات.

اتفاقية السلام التي سعى إليها أنور السادات وقتها كانت ستقدم للعرب أفضل مما يسعون إليه الآن، خصوصاً في وجود إدارة أميركية يمكن التفاهم معها مثل إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، لعل أفضل تشبيه يمكن أن يوصف به أنور السادات هو ذلك الذي قيل في الأثر عن خالد بن سنان: «ذلك نبي أضاعه قومه»، رحم الله أنور السادات رحمة واسعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحنين لأنور السادات الحنين لأنور السادات



GMT 18:05 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

حرب بلا مراسلين

GMT 18:04 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

صفحات من التاريخ!

GMT 18:04 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

ابن برَّاك وإبل لبنان!

GMT 18:03 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

هل ما انتهت إليه أفغانستان يتكرر في أوكرانيا؟

GMT 18:03 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

خطوة ترمب... والتداعيات على العالم

GMT 18:02 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

السلطة اللبنانية وتحدي الخيارات القاتلة!

GMT 18:01 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

إسرائيل «نسخة جديدة»

GMT 18:01 2025 الجمعة ,20 حزيران / يونيو

أمريكا والحرب

النجمات العرب يتألقن بإطلالات أنيقة توحّدت تحت راية الأسود الكلاسيكي

القاهرة ـ صوت الإمارات
اجتمعت عاشقات الموضة الشهيرات في الوطن العربي خلال الساعات والأيام الماضية على تفضيل اللون الأسود لتزيين أحدث ظهور لهن، حيث تكاثفت إطلالات النجمات المتألقات بالأزياء السوداء، وزينت مواقع التواصل الإجتماعي، وطغت على اختياراتهن الأناقة والتفاصيل المعاصرة، كما تنوعت تلك الأزياء بين ما يناسب النزهات الصباحية، وأخرى للسهرات، ولأنه اللون المفضل في كل المواسم دعينا نلقي نظرة على أحدث إطلالات النجمات، لعلها تلهمك لاختيار إطلالتك القادمة على طريقة واحدة منهن. إطلالة نانسي عجرم ملكة البوب العربي نانسي عجرم عادت لصيحتها المفضلة في أحدث ظهور لها، من خلال اختيار موضة الجمبسوت المرصع الذي تفضله كثيرا في حفلاتها، ولم تتخل الفنانة اللبنانية عن لونها المفضل الذي رافقتها مؤخرا بكثير وهو اللون الأسود، حيث اختارت جمبسوت مرصع كليا بالت...المزيد

GMT 01:20 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

عصابة تحول فرحة زفاف إلى "ذكرى مأساوية"

GMT 20:01 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

شهر عسل لا ينسى في رحاب مدينة سافونا الإيطالية

GMT 21:24 2013 الخميس ,25 تموز / يوليو

أفكار جديدة لتجديد المطبخ بأقل التكاليف

GMT 09:28 2015 السبت ,31 كانون الثاني / يناير

استئناف بث قناة هولندية بعد انقطاعها بسبب هجوم مسلح

GMT 12:16 2017 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

الأصفر يتصدّر عروض أزياء ربيع 2017 مع دار عرض "tibi"

GMT 15:34 2015 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام وزارة العدل القطرية إلى مركز الاتصال الحكومي

GMT 12:28 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب وبوتين يشدّدان على استبعاد الحل العسكري في سورية

GMT 16:56 2020 الأربعاء ,15 كانون الثاني / يناير

"دبي للمستقبل" تنظم دورة عن حوكمة الذكاء الاصطناعي

GMT 15:08 2019 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الشيخ صقر بن طارق بن كايد القاسمي في ذمة الله

GMT 09:06 2019 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

ظهور حالتين من حمى النزيف في انواذيبو شمال موريتانيا

GMT 16:29 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

أفضل وأجمل تصاميم الخزائن الجدارية لغرف نوم عصرية ومميَّزة

GMT 22:46 2014 الخميس ,09 تشرين الأول / أكتوبر

إتش تي سي التايوانية تكشف عن هاتف Desire EYE

GMT 19:01 2016 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

الكشف عن أول هاتف ذكي منحني بالكامل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
Pearl Bldg.4th floor
4931 Pierre Gemayel Chorniche,Achrafieh
Beirut- Lebanon.
emirates , Emirates , Emirates