التنافس الغربي الصيني قيمة الخليج وقيمه
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 10 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

التنافس الغربي الصيني: قيمة الخليج وقيمه

التنافس الغربي الصيني: قيمة الخليج وقيمه

 صوت الإمارات -

التنافس الغربي الصيني قيمة الخليج وقيمه

بقلم : يوسف الديني

استمراراً للنجاحات الكبيرة التي حققتها السعودية في إعادة الأوزان السياسية لاعتبارها، وقيادة دول الاعتدال والخليج إلى تأسيس رؤية مشتركة حول المقاربة الدولية لملفاتها وقيمتها وقيمها السياسية؛ تأتي جولة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لأوروبا، استكمالاً لهذه الريادة صوب المستقبل بقيمتي السيادة والاستثمار في الداخل.

تستكمل الزيارة مفهوم أولوية المصالح الاقتصادية المبنية على الشراكة طويلة الأمد، اليونان دولة مهمة في شرق متوسط تحاول النهوض بقدراتها الذاتية، وعضو في المنظمة الإقليمية للغاز، كما أن لها دوراً في ملفات النقل البحري والفرص الكبيرة للتعاون العسكري، وهو الوضع ذاته مع زيارة فرنسا مع قدرة السعودية على تخفيف أعباء الأزمة الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى الاستفادة من قدرة فرنسا على تطوير الشراكة الاقتصادية، وهو ما تم بتوقيع أكثر من عشرين اتفاقية بين شركات فرنسية وسعودية، بما يقترب من عشرين مليار دولار شملت مجالات حيوية غير تقليدية، منها الصحة والسياحة، إضافة إلى البتروكيماويات.
الخوف من الصين هاجس كبير لدى الدول الغربية وأميركا، بينما تسعى بكين بشكل أساسي لتعزيز نفوذها باستراتيجية مختلفة تماماً بدأت تأخذ طريقها في التفهم لدى دول المنطقة، والاستفادة من القيمة السياسية مع تقبل القيم الأساسية.
الصين لديها وضوح مريح، رغم أنها ما زالت أقل تأثيراً على مستوى السياقات الثقافية والفلسفية، تأثيرات خطاب التنوير وتداعياته، ما يهم الصين ضمان أمن المعابر على طرق التجارة العالمية، وأيضاً إعادة تكريس مصداقيتها السياسية والعسكرية بطريقة تتداخل فيها المجالات المدنية والقطاعان العام والخاص وبين الجانب العسكري في حالة «مواءمة» لها دور كبير في الصعود الصيني، وأيضاً في استراتيجية المقاربة لمشروعاتها في الدول المستهدفة من الاستثمار في البنى التحتية إلى العلاقات الدبلوماسية والتسليح وبناء شبكات التقنية.
بالنسبة للخليج، الصين تدرك أهمية القيمة والقيم معاً؛ حيث تركز على أهم ممرات للإمدادات العالمية؛ مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وبالطبع قناة السويس، ومن هنا فإن المقاربة الصينية التي فاقت الغرب تفهماً واحتراماً للسيادة والخصوصية مع تنوع في سلة الشراكة كما بدا مع الإمارات، ومؤخراً في نيوم «المدينة الذكية»، وبشكل أكبر سواحل البحر الأحمر، وهو ما يؤكد عليه الصينيون بمسارين مختلفين: المسار الأول ما يطلع عليه «الاستقلالية الاستراتيجية» والثاني على مستوى القيم والمفاهيم مع ما يعرف أيضاً «الكتاب الأبيض»، وهي وثيقة مهمة جداً نشرت في عام 2011، تتضمن رؤية الصين لتدخلاتها في العالم والمبنية على مفهوم «التنمية السلمية»، الذي ينصُّ على أنَّ الصين لن تسعى مطلقاً للهيمنة، بل إلى التنمية، وأنَّ الهدف المركزي للدبلوماسية الصينية يتمثل في خلق بيئة دولية سلمية ومستقرة للتنمية».
عبقرية الرياض الدبلوماسية اليوم منحتها قدرة أكبر على التوازن في العلاقة مع الدول الغربية، والحفاظ على علاقة مميزة مع الصين وبطابع يتسم بالاستقلالية والقراءة الدقيقة لسياسات التنوع الاستراتيجية، وهو ما كتب عدد من الباحثين الأوروبيين فيه أوراقاً مهمة تنصح القادة السياسيين بضرورة القراءة الواعية للخليج والسعودية المتجددة، وتجب الاستجابة من ذلك بشكل عقلاني. وعلى الجانب الاقتصادي وتحفيز الاستثمار، هناك الكثير من المبادرات المطروحة اليوم، مثل الإعفاء من التأشيرة والاستثمار بشكل أكبر من خلال مبادرة البوابة العالمية للاتحاد الأوروبي.
رؤية 2030 اليوم، مصدر فخر لنا وللمنطقة، وهي ليست رؤية اقتصادية مفرغة من القيم، بل هي رؤية شمولية لوطن طموح واقتصاد مزدهر وبهوية خاصة وقيم مستمدة ذات امتداد عريق في التاريخ ضارب بجذوره، وكان لمهندس الرؤية الأمير محمد بن سلمان بصمة واضحة على التأكيد الدائم في كل حواراته، على تجاوز الفصل بين التنمية الاقتصادية ودوافعها الفكرية وقاعدتها السياسية والثقافية؛ في الرؤية الجديدة التي أطلقت عدداً من المشروعات التنموية لم تنبت كأطروحات مالية أو تحليلات اقتصادية مفرغة من سياقاتها الفكرية، بل تمت إضافة «المعنى» لها في سابقة سعودية؛ حيث كانت تعتمد الخطط التنموية على التمحور حول الاقتصاد وتسريع عجلته مع البقاء في السياق التحديثي في إطاره المحافظ وحده الأدنى الذي لم يعد صالحاً للتكرار في ظل المعطيات الجديدة؛ أجيال شابة وطموحات كبيرة واقتصاد السوق العالمية ودخول مجموعات كبيرة، من الشباب والفتيات من المواطنين إلى سوق العمل قادمين من تجارب ابتعاث أو قادمين من قطاع التعليم يجابهون تحديات سوق العمل والتنافسية، وما تتطلبه من أدوات معرفية حديثة ومتطورة.
إنجاز ولي العهد يمكن أن نلمسه اليوم وهو يصرّ على إكساب رؤية 2030 مضامين إنسانية وقيمية وثقافية وهويّاتية، هو أنه تجاوز وصاية التطرف ورسخ مفهوم الدولة بضرب الإرهاب ومنابعه، وتجاوز وصاية الخارج بالتأكيد على السيادة السعودية وقدرتها على الندية... اليوم وبشكل عفوي يتداول الشباب من الأجيال الجديدة العديد من الأيقونات والتصاميم والصور لمهندس رؤيتهم، وفيها عبارات الامتنان والإشادة أكثرها انتشاراً يمكن أن يختزل حجم التأييد الهائل الذي تنبه له العالم «شايفينك حلمنا»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التنافس الغربي الصيني قيمة الخليج وقيمه التنافس الغربي الصيني قيمة الخليج وقيمه



GMT 02:30 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السادة الرؤساء وسيدات الهامش

GMT 02:28 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

«وثائق» عن بعض أمراء المؤمنين (10)

GMT 02:27 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

من يفوز بالطالب: سوق العمل أم التخصص الأكاديمي؟

GMT 02:26 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

روبرت مالي: التغريدة التي تقول كل شيء

GMT 02:24 2022 الأربعاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السعودية وفشل الضغوط الأميركية

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 18:01 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:18 2015 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

ريم الفيصل تفتتح معرض "إنجازات الملك سلمان"

GMT 07:38 2013 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اختتام معرضي مكتبة الأسرة في اربد

GMT 21:06 2013 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

السماح باستخدام الأجهزة اللوحية على الطائرات الأميركية

GMT 17:41 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

استوحي تسريحة شعرك لخريف 2017 من كارا ديليفين

GMT 00:12 2021 الإثنين ,22 شباط / فبراير

شباب قسنطينة يكشف حقيقة تسريح لاعبيه

GMT 00:24 2019 الجمعة ,19 تموز / يوليو

تعرَّفي على أهم نقاط اتيكيت الأكل في الحفلات

GMT 12:12 2019 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‬ مورينيو يحذر برشلونة من خطورة محمد صلاح

GMT 08:59 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

ولي عهد الفجيرة يعزي أسرة الشهيد صقر اليماحي

GMT 03:06 2018 الخميس ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق فعاليات الدورة 29 من مهرجان أيام قرطاج السينمائية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates