«طالبان» والروس

«طالبان» والروس

«طالبان» والروس

 صوت الإمارات -

«طالبان» والروس

بقلم - مشاري الذايدي

في العدد «23» 2008، لمجلة «الصمود» المجلة الرسمية لحركة «طالبان» الأفغانية، قال وزير الثقافة والإعلام والمؤسس للهيئة الإعلامية بعد سقوط «الإمارة» والمسؤول العسكري في ولاية ننجرهار، قدرة الله جميل، إن معركة «طالبان» هي «الإسلام والكفر». وهدف جماعة أو «إمارة» طالبان هو «الحؤول دون تشويه الجهاد وإخراج الفكرة الجهادية والفدائية عن أذهان المسلمين، لذا هم يسمون الجهاد إرهاباً، ويسمون هذه الفريضة بأسماء شيطانية».

في بداية شهر يوليو (تموز) الحالي 2024، عدّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس (الخميس)، أن حركة «طالبان» الأفغانية «حليفتنا في مكافحة الإرهاب»، وذلك بعدما تعرّضت روسيا لاعتداءات عدة في الأشهر الأخيرة.

وقال بوتين، في مؤتمر صحافي بآستانة، إن «(طالبان) هم بالتأكيد حلفاؤنا في مكافحة الإرهاب، لأن أي حكم قائم معني باستقلال حكمه واستقرار الدولة التي يديرها»، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

نقلة كبيرة بين لحظتين قريبتين زمنياً تكشف عن الاحتمالات الغزيرة للتقلبات السياسية، وأن الأمور فعلاً في هذه الغابة المسماة بالسياسة ليست دائماً خطّاً بين حدّين، ولا اختياراً بين لونين، الأبيض والأسود، بل هي أحياناً، بل في أغلب الأحيان، درجات ودرجات من الألوان، بما فيها المنطقة الرمادية بكل تدرّجاتها.

«طالبان» تنقلب على نفسها اليوم، «طالبان» حركة الجهاد الإسلامي النقي التقي الوفي، المتحالف للأبد، ورغم أنف العالم مع المجاهدين من كل مكان، وحامية «نجم» المجاهدين العرب أسامة بن لادن، وعدوة أعداء الإسلام - وحسب علمي، فإن الدبّ الروسي على رأس هذه القائمة - طبقاً لأدبيات أسامة وعزام وملا عمر نفسه، ومجلة «طالبان» نفسها، كما في تقرير موسع نشرته هدى الصالح على «العربية نت»، تصفّ حالها بأنها مجلة «مجاهدة داعية».

هناك أسباب «عملية» لانقلاب الموقف الروسي، ومعه الصيني، تجاه «طالبان»، والعكس صحيح بالنسبة لـ«طالبان».

أفغانستان ميدان صراع دولي بين الغرب والشرق، بين أميركا ومعها بقية الغرب، وروسيا والصين، لأسباب كثيرة، ليس هنا موضع بسطها.

ثمّة أسباب روسية خاصة لهذا التقارب مع «طالبان»، غير موضوع طرق التجارة والاقتصاد والحدود، وهو موضوع الإرهاب والأمن، نحن نعلم اليوم أن روسيا لديها خطر من فلول «داعش - خراسان» المتمركزة في وسط آسيا، وتعدّ أفغانستان ضمن بؤرها ومراكزها، و«داعش» كما نعلم عدو مشترك، اليوم، لروسيا و«طالبان»، كما أن أميركا أيضاً، بحماقات الحزب الديمقراطي، فرّطت بنفوذها وعسكرها في أفغانستان، وصارت عدواً لـ«طالبان».

كل هذه العوامل وغيرها تجعل «طالبان» صديقة الروس اليوم، مع الاعتذار للجهاد هنا والوطنية هناك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«طالبان» والروس «طالبان» والروس



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:02 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

محترف حل المكعبات يحقّق رقمًا قياسيًا عالميًا رائعًا

GMT 00:39 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على صيحات الديكور التي ستختفي في 2019

GMT 12:41 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

استخدمي الأسلوب الفينتاج لديكورغرفة المعيشة في منزلك

GMT 01:05 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

"قانون جديد" الرواية الأولى لمؤمن المحمدي

GMT 14:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"مخطوطة العسافي" دراسة وتحقيق للباحث قاسم الرويس

GMT 13:31 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

"حكايات الحب الأول" مجموعة قصصية لعمار علي حسن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates