بقلم - مشاري الذايدي
لا يعني عدم متابعتك لأخبار الطقس والمناخ أن التغيّرات الطبيعية كفّت عن الحدوث... أبداً، كل ما هنالك أن شخصك الكريم لم يعلم بالأمر، أو لم يحفل به حتى لو علم!
هل انتهى نشاط الإرهابيين في دول الخليج العربي؟ هل انتهت «داعش» و«القاعدة» ومجاميع «الإخوان» التي تفقس علينا من بيضها كل عام فقسة أو فقستين؟
أو هل انتهى نشاط العصابات والشبكات التابعة لـ«الحرس الثوري» وتوابعه في العراق ولبنان واليمن، في دول الخليج!؟
على العكس، فالتسخين الطائفي والسياسي والشحن الحربي يغذّي ماكينات التجنيد للجماعات الإرهابية، تارة من أجل حماية المراقد المقدّسة والشعائر الحسينية، وتارة من أجل نصرة الخلافة وإقامة الجهاد «الفريضة الغائبة».
لا يعني أن جلّ الميديا ومحتوى السوشيال ميديا لا تتابع الأمور كما السابق، وأن الخطر اختفى، فنظرة على منصات وحسابات معروفة، مثل «تيك توك» و«تلغرام»، وغيرهما من المنافذ، تطلعك على «فوران» القوم ونشاطهم في التجنيد.
رغم أن السلطات المعنية في منطقة الخليج لا تخفي الأخبار، لكن ثمّة، بعض «المجوّدين» في الإعلام، من يريد تكريس «مزاج» معيّن، يضع كفّيه على عينيه، حتى لا يرى، والدنيا ربيع والجو بديع!
قبل أيام، قرّر قاضي التجديد في القضاء الكويتي استمرار حبس 5 مواطنين كويتيين جندوا ودعوا آخرين للقتال مع «داعش»، والتحريض على قلب نظام الحكم، والتخطيط لاستهداف الشيعة في الحسينيات، والقوات الأميركية، والإساءة للسعودية بعد قبض رجال جهاز أمن الدولة على المتهمين.
السلطات الكويتية كانت قد كشفت في 25 يناير (كانون الثاني) الماضي عن عملية إرهابية تمّ إحباطها، موضحة أنها كانت تستهدف أماكن دينية للشيعة، وذكرت مصادر وقتها أنه تمّ إلقاء القبض على ثلاثة متهمين ينتمون لتنظيم «داعش» الإرهابي ويحملون جنسية دولة عربية ويعملون في الكويت، حسب مطالعة وافية لهذه الجريدة.
في التوقيت تقريباً قضت محكمة أبوظبي الاتحادية الاستئنافية، الأربعاء الماضي، بإدانة 53 متهماً من قيادات وأعضاء «تنظيم الإخوان المسلمين» و6 شركات، في قضية «تنظيم العدالة والكرامة» ومعاقبتهم بعقوبات تراوحت بين السجن المؤبد والغرامة البالغ قدرها 20 مليون درهم (5.4 مليون دولار).
أعضاء هذه الشبكة، حسب نص وكالة «وام» الرسمية في الإمارات، عملوا على صنع واستنساخ أحداث عنف متشابهة ومتكررة في الدولة لما حدث بدول عربية.
المساحة لا تكفي، وإلا لو استعرضنا حصاد الأخبار في البحرين والسعودية خلال الـ12 شهراً الأخيرة، لوجدنا أخباراً رسمية إما بالقبض على إرهابيين أو محاكمتهم أو تنفيذ أحكام فيهم.
هذا يعني أن الخطر لم يختفِ، بل ما زال قائماً، ويعني أن أهل الشأن لم يكتموا الأمر، وعليه فالخلل والإغضاء الضار.. في مكان آخر.