لماذا وكيف استباحوا المال العام

لماذا وكيف استباحوا المال العام؟

لماذا وكيف استباحوا المال العام؟

 صوت الإمارات -

لماذا وكيف استباحوا المال العام

بقلم - مشاري الذايدي

 

المال العام، هو المال النقدي «الكاش» الذي تحوزه الدولة من مواردها المختلفة، المُخصّص لتمويل مشاريع الدولة، أو هو جزء من ممتلكات الدولة العينية، مثل السيارات والأثاث والأجهزة والأرض... إلخ.

هذا المال بالنسبة لخصوم الدولة، أيّ دولة، مال مستباح، يجب -أو يجوز على الأقل- أخذه من الدولة، بحجّة أنَّ ذلك من باب العدالة لأخذ أموال الأغنياء –ولا يوجد أغنى من الدولة- لصالح الفقراء، على طريقة روبن هود الإنجليزي وبعض صعاليك العرب قديماً مثل عروة بن الورد، أو طائفة «الشُطّار والعُيّار» في العهود العبّاسية.

من ثقافة الفئة الأخيرة، شرعن عتاة الشيوعية سلب المال العام، من أجل تحقيق العدالة الثورية والانتقام الطَبقي المشروع.

لكن ماذا عن أتباع الحركات الأصولية الدينية عندنا؟

باختصار، أتباع تنظيمات مثل «القاعدة» و«داعش» وأشباههما، لا يجدون حرَجاً من التصريح بأن المال العام «غنيمة» سائغة، ومثلها أموال «أهل الكتاب» بحجة أنهم أهل حرب لم يفوا بعهد الذمّة، وعلى هذا الأساس استباح الإرهابيون بمصر أموال الأقباط، خصوصاً «الجواهرجية» منهم.

أما حركات الأصولية الشيعية، فلديهم ما يُعرف بمصطلح المال «مجهول المالك» وهو مُباح عندهم، ومن ذلك فتوى محمد صادق الصدر باستباحة أموال الدولة بحجة أن المال يكون شرعياً ومعلوماً فقط في حال وجود الإمام المهدي الحجّة، وغيره من الدول والحكّام الحاليون معتدون مغتصبون للحق الشرعي، وعلى هذه الفتوى مضى نجله مقتدى في جوابٍ له قبل نحو 20 عاماً.

يذكر الباحث العراقي د.رشيد الخيّون في مقالة له عن المال «مجهول المالك» ملامح من هذا الفقه، فينقل عن الشيخ محمد حسن النجفي (ت: 1850):

«الدُنيا وما فيها لله ورسوله ولنَا (الأئمة)»، (جواهر الكلام).

أسوق هذه النُّتف التاريخية والفقهية، لأضع أمامك أيها الكريم، خلفية ربما تساعد على فهم كيف استباح بعض من ينتمي إلى التيارات «الصحوية» أموال الدولة. كما تكشف، في بعض الأحيان، بيانات هيئة مكافحة الفساد بالسعودية عن تورّط مسؤولين في نهب أموال الدولة.

شخص تبدو عليه سيماء الانتماء لتيّارات صحوية معلومة، وله تعليقات يناصر فيها شيوخ الصحوة الذي يخضعون للمحاسبة اليوم بسبب نشاطهم المتطرف والإرهابي، كيف يستغل وظيفته ويستبيح المال العام؟! أين الورَع والتقوى؟!

إذا عُرف السبب بَطلَ العجب كما نعرف، وربما في طيّات اللاشعور والعقل الباطن محرّكات عميقة تُبيح لهذا الصنف من الناس استطابة أموال الدولة، فمن يثني على شيخ تكفيريّ قطبيّ قاعديّ، يقبع اليوم في السجن، كيف لا ينسجم مع هذا النفَس القاعديّ القطبيّ الذي خلاصته أننا نعيش في زمن الجاهلية الجديدة، وبعيداً عن عهد الشرعية الدينية وظلّ الخلافة الرشيدة؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا وكيف استباحوا المال العام لماذا وكيف استباحوا المال العام



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 13:02 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

محترف حل المكعبات يحقّق رقمًا قياسيًا عالميًا رائعًا

GMT 00:39 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

تعرّفي على صيحات الديكور التي ستختفي في 2019

GMT 12:41 2018 السبت ,08 كانون الأول / ديسمبر

استخدمي الأسلوب الفينتاج لديكورغرفة المعيشة في منزلك

GMT 01:05 2013 الجمعة ,24 أيار / مايو

"قانون جديد" الرواية الأولى لمؤمن المحمدي

GMT 14:12 2013 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

"مخطوطة العسافي" دراسة وتحقيق للباحث قاسم الرويس

GMT 13:31 2015 السبت ,24 كانون الثاني / يناير

"حكايات الحب الأول" مجموعة قصصية لعمار علي حسن
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates